للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ, وَرَأَيْتُكَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ, وَرَأَيْتُكَ إِذَا (١) كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْهِلَالَ, وَلَمْ تُهِلَّ أَنْتَ حَتَّى كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَمَّا الأَرْكَانُ فَإِنِّى لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَمَسُّ إلَّا الْيَمَانِيَيْنِ,

===

(ورأيتك تلبس النعالَ) جمع نعل، وهي مؤنثة، قال صاحب "المحكم": النعل والنعلة: ما وقي به القدم (السبتيةَ) بكسر المهملة، هي التي لا شعر فيها، مشتقة من السبت وهو الحلق، وقيل: السبت جلد البقر المدبوغ بالقرظ، وقيل: بالسبت بضم أوله، وهو نبت يُدبَغ به.

(ورأيتك تصبغ) أي الثوب أو الشعر (بالصفرة، ورأيتك إذا كنت بمكة أهلَّ الناس) أي رفعوا أصواتهم بالتلبية وأحرموا (إذا رأوا الهلال) أي من أول ذي الحجة (ولم تهل) أي لم تحرم (٢) (أنت حتى كان يوم التروية) أي الثامن من ذي الحجة، ومراده فتهل أنت حينئذ متأخرًا عن الناس.

(فقال عبد الله بن عمر) في جوابه: (أما الأركان) أي استلامها (فإني لم أرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمس إلَّا اليمانيين) أي ركن الحجر والذي يسامته من مقابلة الصفا، وقيل للركن الأسود: يمان تغليبًا، وإنما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استلام الركنين الشاميين, لأن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم، وقد ثبت (٣) عن عبد الله بن الزبير أنه كان يستلم الأركان كلها، وقال: إنه ليس شيء منه مهجورًا.


(١) وفي نسخة: "إذ".
(٢) هذا مشكل؛ فإنه روي عن ابن عمر الإهلال لهلال ذي الحجة أيضًا، ومن جوف الكعبة أيضًا، وعند الرواح إلى مني أيضًا وجمع بتعدد الأحوال كما في "الأوجز" في إهلال المكي (٦/ ٤٨٧). (ش).
(٣) انظر: "صحيح البخاري" (١٦٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>