للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: «الْحِلُّ كُلُّهُ» , فَوَاقَعْنَا النِّسَاءَ وَتَطَيَّبْنَا بِالطِّيبِ وَلَبِسْنَا ثِيَابَنَا, وَلَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَرَفَةَ إلَّا أَرْبَعُ لَيَالٍ. ثُمَّ أَهْلَلْنَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ, ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى عَائِشَةَ فَوَجَدَهَا تَبْكِى, فَقَالَ: «مَا شَأْنُكِ؟ » قَالَتْ (١): شَأْنِى أَنِّى قَدْ حِضْتُ, وَقَدْ حَلَّ النَّاسُ وَلَمْ أُحْلِل, وَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ, وَالنَّاسُ يَذْهَبُونَ إِلَى الْحَجِّ الآنَ. قَالَ (٢): «إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ, فَاغْتَسِلِى ثُمَّ أَهِلِّى بِالْحَجِّ» , فَفَعَلَتْ وَوَقَفَتِ الْمَوَاقِفَ, حَتَّى إِذَا طَهُرَتْ طَافَتْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ, ثُمَّ قَالَ: «قَدْ حَلَلْتِ مِنْ حَجِّكِ

===

إنما سألوا لأنهم استبعدوا أن يكون مراده الحل المعروف لدنو أيام مني وعرفة، فلعله أراد بالحل معنى آخر، فقالوا: أي الحل تعني؟ (قال: الحل كله) حتى المجامعة (فواقعنا) أي جامعنا (٣) (النساءَ، وتطيبنا بالطيب، ولبسنا ثيابنا) أي المخيطة.

(وليس بيننا وبين عرفة إلَّا أربع ليال، ثم أهللنا) للحج (يوم التروية، ثم دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عائشة، فوجدها تبكي، فقال: ما شأنكِ؟ ) أي بماذا تبكي (قالت: شأني أني قد حضت، وقد حَلَّ الناس) بعد إتيان أفعال العمرة (ولم أحلِلْ، ولم أطف بالبيت، والناس يذهبون إلى الحج الآن) فكيف أصنع؟ .

(قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن هذا) أي الحيض (أمر كتبه الله على بنات آدم، فاغتسلي) لإحرام الحج للتنظيف، (ثم أهلِّي بالحج) وارفضي العمرة (ففعلتْ ووقفتِ المواقفَ، حتى إذا طهرت طافت بالبيت) للإفاضة، (و) سعت (بالصفا والمروة، ثم قال) رسول - صلى الله عليه وسلم -: (قد حللتِ من حجكِ) (٤) الآن


(١) في نسخة: "فقالت".
(٢) في نسخة: "فقال".
(٣) وورد في بعض الروايات بدله لفظ الاستمتاع بالنساء، واستدل بذلك من قال: أبيح المتعة في حجة الوداع أيضًا، كما في "أحكام القرآن" للجصاص (٢/ ١٥١). (ش).
(٤) هذا أصرح دليل لمن قال: إنها كانت قارنة، كما سيأتي. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>