فعرفنا أنها لم تقصد لأجل الحج، وقال ابن القصار: إنما فعل ذلك من أجل تبليغ ما ذكر لكثرة الجمع الذي اجتمع من أقاصي الدنيا، فظن الذي رآه أنه خطب.
١٩١٥ - (حدثنا هناد، عن ابن أبي زائدة، أنا سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن رجل من بني ضمرة (قال الحافظ في "التقريب" وفي "تهذيب التهذيب" في باب المبهمات: زيد بن أسلم، عن رجل من بني ضمرة، عن أبيه، لم يسمَّيا، ضبط الزرقاني بفتح الضاد المعجمة وإسكان الميم، وقد كتب في "التقريب" و"تهذيب التهذيب": حمزة بالحاء المهملة والزاي، وهو خلاف الصواب.
(عن أبيه أو عمه) لم أقف على تسميتهما (قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر بعرفة).
وقد أخرج الإِمام أحمد هذا الحديث في "مسنده"(١) بإسناده: ثنا سفيان بن عيينة، ثنا زيد بن أسلم، عن رجل، عن أبيه، أو عن عمه قال:"شهدت النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفة، فسئل عن العقيقة، فقال: لا أحب العقوق، ولكن من ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فليفعل"، وليس فيه ذكر المنبر، ولم يكن بعرفات منبر في وقته - صلى الله عليه وسلم -، بل خطبته كانت على ناقته، فالظاهر أن ذكر المنبر غير محفوظ، فإن كان محفوظأ فلعل المراد به شيء مرتفع، وهي ناقته - صلى الله عليه وسلم -، كما أفاده شيخ مشايخنا مولانا محمد إسحاق الدهلوي، ثم المهاجر المكي - رحمه الله -.