للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّه عَنْهَا - قَالَتْ: "أَفَاضَ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ حِينَ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مِنًى،

===

محمد، (عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي طاف طواف الإفاضة (من آخر يومه) أي بعد مضي نصف النهار (حين صلَّى الظهر) بمكة (ثم رجع) بعد طواف الزيارة وصلاة الظهر (إلى مني) وعلى هذا يوافق هذا الحديث حديث جابر الطويل، ويؤيد ذلك ما قال الشيخ الزيلعي في "نصب الراية" (١): وقال ابن الفتح اليعمري في "سيرته": وقع في رواية ابن عمر: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم رجع من يومه ذلك إلى مني، فصلَّى الظهر وقالت عائشة وجابر: "بل صلَّى الظهر ذلك اليوم بمكة"، ولا شك أن أحد الخبرين وهم، ولا يدرى أيهما هو لصحة الطرق في ذلك، انتهى.

وذكر البيهقي في "المعرفة" (٢) حديث ابن عمر، وعزاه لمسلم، ثم قال: وروى محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة من آخر يومه، حتى صلَّى الظهر، ثم رجع إلى مني، قال: وحديث ابن عمر أصح إسنادًا من هذا، انتهى.

وحديث ابن إسحاق هذا رواه أبو داود في "سننه"، وقال المنذري في "مختصره": هو حديث حسن، ورواه ابن حبان في "صحيحه" في النوع الخامس والعشرين، من القسم الخامس، والحاكم في "المستدرك وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، انتهى.

وقال في "العون" (٣): "أفاض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من آخر يومه"، أي طاف للزيارة في آخر يوم النحر، وهو أول أيام النحر "حين صلَّى الظهر"، فيه دلالة على أنه صلَّى الظهر بمنى، ثم أفاض وتقدم الكلام فيه، انتهى.


(١) "نصب الراية" (٣/ ٨٢، ٨٣).
(٢) "معرفة السنن والآثار" (٤/ ١٢٦)، وقال نحوه في "السنن الكبرى" (٥/ ١٤٤).
(٣) "عون المعبود" (٥/ ٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>