للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ لي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-: «ثَلَاثٌ لَا يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَفْعَلَهُنَّ: لَا يَؤُمُّ رَجُلٌ قَوْمًا فَيَخُصُّ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ دُونَهُمْ, فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ, وَلَا يَنْظُرُ فِى قَعْرِ بَيْتٍ قَبْلَ أَنْ يَسْتَأْذِنَ,

===

الهاشمي، صحابي مشهور، أصله من اليمن، أصابه سِبَاءٌ، فاشتراه النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعتقه، وقال: إن شئت أن تلحق بمن أنت منهم فعلت، وإن شئت أن تثبت فأنت منا أهل البيت فثبت، ولم يزل معه في سفره وحضره يخدمه إلى أن مات، ثم تحول إلى الرملة، ثم حمص، مات بها سنة ٥٧ هـ في إمارة عبد الله بن قرط (١).

(قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ثلاث) أي ثلاث خصال (لا يحل لأحد) من الرجال (أن يفعلهن)، أحدها: (لا يَؤمُّ رجل قومًا) ولا أحد أحدًا (فيخص نفسه (٢) بالدعاء دونهم) أي لا يدخل المقتدين له في دعائه، (فإن فعل) أي خص نفسه بالدعاء ولم يشركهم (فقد خانهم) وأما إذا أمَّ قومًا وأدخلهم في دعائه في محل واحد فقد أدى حقهم.

(و) الثاني: (لا ينظر في قعر بيت) إذا كان عليه ستر (قبل أن يستأذن)


(١) انظر ترجمته في: "أسد الغابة" (١/ ٢٨٤) رقم (٦٢٤).
(٢) ظاهر كلام ابن رسلان أن المراد به أن يأتي بصيغة الجمع بأن يقول: اللهم اهدنا فيمن هديت، ثم أشكل بمثل قوله عليه الصلاة والسلام: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي": الحديث، ثم ذكر الكلام في الجمع لم أتحصله حق التحصل، والظاهر أنه حمله على غير القنوت والتشهد أو بغير الثابت، وحكم ابن القيم في "الهدي" (١/ ٢٥٥) بوضع الحديث، وقال: لو صح يحمل على القنوت وإلَّا فجلُّ أدعيته صلى الله تعالى عليه وسلم بالإفراد، وبسط الكلام عليه في "السعاية" (٢/ ٢٤٥)، وفي "التقرير" قوله: فيخص ... إلخ، بأن ينفي عنهم كما قيل: اللهم ارحمني ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا، فلا حاجة إلى تغليط الرواية. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>