للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابْنَةُ (١) عَمِّي، وَعِنْدِي ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهِيَ أَحَقُّ بِهَا، فَقَالَ زَيدٌ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا، أَنَا خَرَجْتُ إِلَيْهَا، وَسَافَرْتُ، وَقَدِمْتُ بِهَا،

===

لأنها (ابنة عمي، وعندي) أي في نكاحي (ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي أحق بها).

وفي رواية "البخاري" (٢) ذكر في وجوه الاستحقاق: "قال علي: أنا أخذتها". وهذا بظاهره يخالف ما وقع في هذ الحديث أن عليًا يقول: "خرج زيد بن حارثة إلى مكة، فقدم بابنة حمزة"، وهذا يدل على أن زيد بن حارثة هو الآخذ بها والقادم من مكة، وسنبيِّن في شرح الحديث الآتي وجه الجمع بينهما.

(فقال زيد: أنا أحق بها، أنا خرجت إليها وسافرت)، وليس المراد بالسفر السفر الشرعي، بل المراد السفر اللغوي من موقفه إلى مكة، (وقدمت بها) من مكة إلى الموقف.

واختلف في محل الخصومة، قال الحافظ في "الفتح" (٣): وذكر أن مخاصمة علي وجعفر وزيد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت بعد أن وصلوا إلى مر الظهران، ثم قال: وكانت خصومتهم في ذلك بعد أن قدموا المدينة، ثبت ذلك في حديث علي عند أحمد والحاكم (٤).

وفي "المغازي" لأبي الأسود، عن عروة في هذه القصة: "فلما دنوا من المدينة كَلَّمه فيها زيد بن حارثة، وكان وصي حمزة وأخاه"، وهذا لا ينفي أن المخاصمة إنما وقعت بالمدينة، فلعل زيدًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، ووقعت المنازعة بعد.

قلت: إن كان القول الأول: إن المخاصمة بينهم وقعت بعد أن وصلوا


(١) في نسخة: "بنت".
(٢) "صحيح البخاري" (٤٢٥١).
(٣) "فتح الباري" (٧/ ٥٠٥ - ٥٠٦).
(٤) "المستدرك" (٣/ ١٢٠)، و"مسند أحمد" (١/ ١١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>