للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَوَضَّأَ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ ثَلَاثًا فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ

===

حسان يحب عثمان ويبكيه بعد قتله، وماتت عنده أيام بدر، فزوجه بعدها أختها أم كلثوم، فلذلك كان يلقب ذا النورين، فلما توفيت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أن لنا ثالثة لزوَّجناك"، بشَّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، وعَدَّه من أهل الجنة، وشهد له بالشهادة.

قال الزبير بن بكار: بويع يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وقتل يوم الجمعة لثماني عشرة خلت من ذي الحجة بعد العصر سنة خمس وثلاثين، ودفن ليلة السبت بين المغرب والعشاء في حَسن كَوْكَب (١)، كان عثمان اشتراه فوسع به البقيع، وقتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، "الإصابة" (٢) ملخصًا، وقال عبد الله بن سلام: لو فتح الناس على أنفسهم بقتل عثمان باب فتنة لا يغلق عنهم إلى قيام الساعة، وكان كما قال.

(توضأ فأفرغ على يديه (٣) ثلاثًا) من أفرغت الإناء إفراغًا إذا قلبت ما فيه، والمعنى ها هنا صب على يديه، يعني أول ما فعل أنه أفرغ الماء على يديه (فغسلهما) (٤) ثلاثًا، أي: فَدَلَكَهما (ثم تمضمض) المضمضة تحريك الماء (٥) في الفم، وكمالها أن يجعل الماء في فمه ثم يديره فيه ثم يمجُّه، وقال الزندوستي من أصحابنا: أن يُدخل إصبعيه في


(١) حش كوكب: هو بستان بظاهر المدينة خارج البقيع، انظر: "أخبار المدينة" (١/ ٧٥) و"النهاية" (١/ ٣٩٠).
(٢) (٤/ ٢٢٤)، وانظر: "أسد الغابة" (٣/ ٢١٥).
(٣) وظاهره الإفراغ عليهما معًا، وجاء في رواية: أفرغ بيده اليمنى على اليسرى "ابن رسلان"، قال ابن دقيق العيد نحو ذلك وزاد: غسلهما مجتمعة أو مفترقة، والفقهاء اختلفوا في الأفضل من ذلك. (ش).
(٤) وهل يحتاج في غسلهما إلى النية؟ قال الباجي: من جعلهما من سنن الوضوء، كابن القاسم اشترط، ومن رأى النظافة كأشهب لم يشترطها. "ابن رسلان". (ش).
(٥) وهل الإدارة شرط أم لا؟ مختلف عند العلماء. "نيل الأوطار" (١/ ١٧٢). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>