للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَاسْتَنْثَرَ (١) , وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا, وَغَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلَاثًا, ثُمَّ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ,

===

فمه وأنفه، والمبالغة فيهما سنة (٢). (واستنثر) الاستنثار إخراج الماء من الأنف (٣) بعد الاستنشاق، وفي نسخة: واستنشق (٤)، أي جذب الماء بريح أنفه، حتى يبلغ الماء خياشيمه ثم يستنثره، والواو بمعنى "ثم" أي ثم استنثر بعد المضمضة.

(وغسل وجهه ثلاثًا) (٥) والواو هنا أيضًا بمعنى "ثم" كما في رواية البخاري، والوجه ما يواجهه الإنسان، وهو من قصاص الشعر إلى أسفل الذقن طولاً، ومن شحمة الأذن إلى شحمة الأذن (٦) عرضًا، فإن قلت: ما الحكمة في تأخير غسل الوجه عن المضمضة والاستنشاق؟ قلت: ذكروا أن حكمة ذلك اعتبار أوصاف الماء, لأن اللون يدرك بالبصر، والطعم يدرك بالفم، والريح يدرك بالأنف، فقدم الأقوى منها، وهو الطعم ثم الريح ثم اللون.

(وغسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثًا، ثم اليسرى (٧) مثل ذلك،


(١) وفي نسخة: "يده ثلاثًا، فغسلهما ثم مضمض واستنشق".
(٢) اختلف العلماء في المضمضة والاستنشاق، فعند الأئمة الثلاثة سنة، وعن أحمد ثلاث روايات. الأولى مثل الجمهور، والثانية وجوبهما وهو المشهور عندهم، والثالثة وجوب الاستنشاق وسنيَّة المضمضة. (ش).
(٣) وكره مالك بدون الاستعانة باليد, لأنه يشبه فعل الحمار. كذا في "الأوجز" (١/ ٣٤٥). (ش).
(٤) وقيل: هما بمعنى "الغاية". (ش).
(٥) فإن شك أخذ بالأقل وقيل بالأكثر. (ش).
(٦) خلافًا لمالك إذ قال: ما بين اللحية والأذن ليس من الوجه، ولم يقل به أحد من الفقهاء غيره، انتهى. كذا في "الأوجز" (١/ ٣٤٦). (ش).
(٧) السنَّة تقديم اليمنى، وقال الشافعي في القديم بوجوبه لما سيأتي من قوله عليه =

<<  <  ج: ص:  >  >>