للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَتْ: وَأَمَرَ غَيْرِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِبِنَائِهِ فَضُرِبَ، فَلَمَّا صَلَّى الْفَجْرَ نَظَرَ إِلَى الأَبْنِيَةِ، فَقَالَ: "مَا هَذِهِ؟ آلْبِرّ تُرِدْنَ؟ "، قَالَتْ: فَأَمَرَ بِبِنَائِهِ فَقُوِّضَ

===

لها، وسألت حفصة عائشة أن تستأذن لها ففعلت وفي رواية ابن فضيل المذكورة: "فاستأذنت عائشة أن تعتكف فأذن لها، فضربت قبة، فسمعت بها حفصة، فضربت قبة"، وهذا يشعر أنها فعلت ذلك بغير إذن، لكن رواية ابن عيينة عند النسائي: "ثم استأذنته حفصة فأذن لها"، وقد ظهر من رواية حماد والأوزاعي أن ذلك كان على لسان عائشة.

(قالت: وأمر غيري من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ببنائه)، وفي نسخة: "ببنائها" بتأنيث الضمير، وهو أوفق بالقواعد، وأما التذكير فباعتبار أن المرجع لفظ غيري، أو لفظ الزوج في الأزواج، والمراد بالغير حفصة وزينب.

(فضرب، فلما صلَّى) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الفجر) أي صلاة الفجر، وأراد أن ينصرف إلى بنائه (نظر إلى الأبنية، فقال: ما هذه؟ )، وفي رواية البخاري: "ما هذا؟ " فأخبر، أي هذه الأبنية أبنية أزواجه (آلبر) بهمزة استفهام ممدودة (تردن؟ )، ولفظ رواية البخاري: "آلبر ترون بهن ولفظ آخر: "آلبر تقولون بهن قال الحافظ: ووقع في رواية الأوزاعي: "آلبر أردن بهذا وفي رواية ابن عيينة: "آلبر تقولون يردن بهذا".

والخطاب للحاضرين من الرجال وغيرهم، وما في أبي داود "تردن" بصيغة جمع المؤنث المخاطبة، هكذا في جميع نسخه، ولفظ مسلم: "آلبر يردن" بصيغة الغيبة، وفي نسخة: "تردن" بصيغة الخطاب للنساء.

(قالت: فأمر ببنائه فَقُوِّض) أي: أزيل وقلع، وفي رواية بعد قوله: آلبر: "انزعوها فلا أراها"، قال الحافظ (١): وكأنه - صلى الله عليه وسلم - خشي أن يكون الحامل لهن على ذلك المباهاة والتنافس الناشئ عن المغيرة حرصًا على القرب منه خاصة، فيخرج الاعتكاف عن موضوعه، أو لما أذن لعائشة وحفصة أولًا كان ذلك


(١) "فتح الباري (٤/ ٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>