للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ (١) جَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ أَوْ شِرَاكَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ» , أَوْ قَالَ: «شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ». [خ ٦٧٠٧، م ١١٥، ن ٣٨٢٧]

===

(فلما سمعوا ذلك جاء رجل) لم أقف على تسميته (بشراك أو شراكين) بكسر المعجمة وتخفيف الراء، سير النعل على ظهر القدم (إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: شراك من نار أو قال: شراكان من نار) (٢).

وقد وقع عند أحمد (٣) وغيره من حديث عبد الله بن عمرو قال: كان على ثقل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل، يقال له: كركرة، فمات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هو في النار في عباءة غلَّها"، وكلام عياض (٤) يُشْعِرُ بأن قصته مع قصة مدعم متحدة، والذي يظهر من عدة أوجه تغايرهما، فإن قصة مدعم كانت بوادي القرى، ومات بسهم عائر، وغل شملة وأهداه رفاعة بن زيد، بخلاف كركرة فإنه أهداه هوذة بن علي الحنفي صاحب اليمامة، وكان نوبيًا أسود يمسك دابته - صلى الله عليه وسلم - في القتال فأعتقه، أي: وغلَّ عباءة ولم يمت بسهم، بل ذكر البلاذري أنه مات في قتال أهل الرِدَّة بعده - صلى الله عليه وسلم -، نعم روى مسلم (٥) عن عمر: "لما كان يوم خيبر قالوا: فلان شهيد، فقال - صلى الله عليه وسلم -: كلا إني رأيته في النار في بردة غلَّها أو عباءة".

فهذا يمكن تفسيره بكركرة بفتح الكافين وبكسرهما، قاله عياض، وقال النووي (٦): إنما اختلف في كافه الأولى، أما الثانية: فمكسورة اتفاقًا.


(١) في نسخة بدله: "بذاك"، وفي نسخة بدله: "بذلك".
(٢) وفي الحديث حجة للجمهور من أن القليل أيضًا من الغلول لا يعفى، كما قالت به الأئمة الثلاثة، خلافًا لمالك، إذ قال: يعفى القليل، وفيه أيضًا حجة للجمهور منهم الأئمة الثلاثة أن لا يحرق متاع الغال خلافًا لأحمد، إذ قال به، كما في "الأوجز" (٩/ ٣٠٧ - ٣٠٨). (ش).
(٣) "مسند أحمد" (٢/ ١٦٠).
(٤) انظر: "إكمال المعلم" (١/ ٣٩٩).
(٥) "صحيح مسلم" (١١٤).
(٦) "شرح صحيح مسلم" للنووي (١/ ٤٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>