للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَتَكَلَّمَ بَعْضُ وُلْدِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ, فَقَالَ: لَا تُسْهِمْ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: فَقُلْتُ: هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ, فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ: يَا عَجَبًا لِوَبْرٍ

===

فتكلم بعض ولد سعيد بن العاص) وهو أبان بن سعيد.

(فقال) أبان: (لا تسهم له) أي: لأبي هريرة (يا رسول الله، قال) أبو هريرة: (فقلت: هذا) أي أبان بن سعيد (قاتل ابن قوقل) وهو النعمان بن قوقل بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عمرو بن عوف، ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن استشهد بأحد، وكان شهد بدرًا.

وأخرج البغوي أن النعمان بن قوقل الأنصاري قال: أقسمت عليك يا رب، أن لا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي في خضر الجنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد رأيته يطأ فيها وما به من عرج"، ويقال: إن قوقلًا لقب، واسمه ثعلبة، أو مالك بن ثعلبة، وقد غاير أبو عمر بين النعمان بن قوقل والنعمان بن مالك بن ثعلبة، وتعقبه ابن الأثير "إصابة".

وقال في ترجمة النعمان بن مالك بن ثعلبة، قال أبو عمر: وشهد بدرًا وأحدًا، وقتل بها في قول الواقدي، وأما ابن القداح فقال: إن الذي شهد بدرًا وقتل بأحد هو النعمان الأعرج، وقد تعقب ابن الأثير هذا بأن النعمان الأعرج هو ابن قوقل، وأن مالك بن ثعلبة لقبه قوقل، وما قاله أبو عمر محتمل، وترجم البخاري النعمان بن قوقل، ثم قال: النعمان بن مالك، ولم يسق له شيئًا (١).

(فقال سعيد بن العاص (٢): يا عجبًا لوبر) أي لرجل


(١) انظر: "نصب الراية" (٣/ ٥٣٤ - ٥٣٥).
(٢) قال الحافظ في "الإصابة" (٣/ ٢٣٥): هذا يوهم أن سعيدًا حاج أبا هريرة بسب بعض ولده، وليس كذلك، بل الصواب: أبان بن سعيد بن العاص ... إلخ، والحديث أخرجه البخاري (٤٢٣٧) برواية علي بن عبد الله عن سفيان بهذا السند بلفظ: "فقال: واعجبًا" بدون فاعل قال. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>