للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَامَ - يَعْنِى يَوْمَ بَدْرٍ - فَقَالَ: «إِنَّ عُثْمَانَ انْطَلَقَ فِى حَاجَةِ اللَّهِ وَحَاجَةِ رَسُولِهِ, وَإِنِّى (١) أُبَايِعُ لَهُ» , فَضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِسَهْمٍ وَلَمْ يَضْرِبْ لأَحَدٍ غَابَ غَيْرُهُ. [ق ٩/ ١٧٤]

===

(عن ابن عمر قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام -يعني يوم بدر- فقال: إن عثمان انطلق في حاجة الله وحاجة رسوله) أي تخلف في المدينة لتمريض رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوجته، وكانت مريضة إذ ذاك، والمراد بحاجة الله: سبيله ورضاه وأمر دينه، والمراد بحاجة رسوله: خدمته وخدمة بنته.

(وإني أبايع له) فضرب (٢) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيمينه على شماله، وقال: هذه يد عثمان (فضرب له) أي: قرر وعيَّن (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهم) أي: كسهم الغازي (ولم يضرب لأحد غاب) عن بدر (٣) (غيره) أي غير عثمان.

قال الطحاوي (٤): وكذلك كل من غاب عن وقعة المسلمين بأهل الحرب بشغل يشغله به الإِمام من أمور المسلمين، مثل أن يبعثه إلى جانب آخر من دار الحرب، لقتال قوم آخرين، فيصيب الإمام غنيمة بعد مفارقة ذلك الرجل إياه،


(١) في نسخة: "فأنا".
(٢) وفي هامش "العون" (٧/ ٢٨٣): أن في الحديث وهمًا من بعض الرواة, لأن قصة البيعة لم تكن في بدر، بل كانت في بيعة الرضوان في الحديبية، وفي بدر كان تخلفه لرقية فتأمل. (ش).
(٣) ويشكل عليه أنهم صرحوا في ترجمة عاصم بن عدي: أنه عليه السلام أسهم له ولم يشهد بدرًا، كما في "الإصابة" (٢/ ٢٣٧)، وكذا أسهم لأبي لبابة والحارث بن حاطب، كما في "الإصابة" (٤/ ١٦٧) في ترجمة أبي لبابة. وذكر صاحب "الخميس" (١/ ٣٩٨) ثلاثة من المهاجرين، وخمسة من الأنصار لم يحضروا، وأسهم لهم - صلى الله عليه وسلم - وذكر أسماءهم، وسيأتي الجواب عنه في "البذل" من أنه محمول على عدم علم ابن عمر - رضي الله عنه -، ويحتمل عندي أن إعطاءهم كان لشيء من مصالح الغزو، بخلاف عثمان، فإن قيامه بالمدينة على الظاهر لم يكن لمصلحة الغزو، وإن كان فيه أيضًا مصلحة خفية للغزو، فلا إشكال في تخصيص عثمان. (ش).
(٤) "شرخ معاني الآثار" (٣/ ٢٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>