للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَحَتَّى أَلْقَوا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ رُمْحًا وَثَلَاثِينَ بُرْدَةً يَسْتَخِفُّونَ مِنْهَا, ثُمَّ أَتَاهُمْ عُيَيْنَةُ مَدَدًا, فَقَالَ: لِيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ, فَقَامَ إِلَىَّ أَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ, فَصَعِدُوا الْجَبَلَ, فَلَمَّا أَسْمَعْتُهُمْ قُلْتُ: أَتَعْرِفُونِى (١)؟ قَالُوا: وَمَنْ (٢) أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ, وَالَّذِى كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ لَا يَطْلُبُنِى رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكُنِى, وَلَا أَطْلُبُهُ فَيَفُوتَنِى, فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى فَوَارِسِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ أَوَّلُهُمُ الأَخْرَمُ الأَسَدِىُّ, فَيَلْحَقُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُيَيْنَةَ, وَيَعْطِفُ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ, فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ,

===

بالباقي (وحتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحًا وثلاثين بردة يستخفون منها) أي: يطلبون الخفة بإلقائها ليكونوا أخف وأسرع في الفرار.

(ثم أتاهم) أي: الكفار، (عيينة) والد عبد الرحمن (مددًا) لهم (فقال) أي: عيينة لهم لما رآني: (ليقم إليه) أي: إلى سلمة بن الأكوع (نفر) أي: جماعة (منكم، فقام إليَّ أربعة) رجال (منهم، فصعدوا الجبل، فلما أسمعتهم) أي: فلما قربوا مني حتى قدرت على أن أسمعهم. (قلت: أتعرفوني؟ قالوا: ومن أنت؟ قلت: أنا ابن الأكوع، والذي كرَّم وجه محمد) - صلى الله عليه وسلم - (لا يطلبني رجل منكم فيدركني) أي: لا يكون أن يطلبني رجل منكم فيدركني، (ولا أطلبه فيفوتني) أن لا يكون أن أطلبه فيفوتني, لأني كما رأيتموني شديد العدو (٣)، فتهدَّدهم فرجعوا.

(فما برحت) أي عن هذا الحال (حتى نظرت إلى فوارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخللون الشجر) أي: يدخلون خلالها (أوَّلهم الأخرم) بالخاء المعجمة (الأسدي) والأخرم لقبه، واسمه محرز بن نضلة، (فيلحق بعبد الرحمن بن عيينة) أتى بصيغة المضارع حكايته للحال الماضية، كأنه يحكي يوم ينظر إليها (ويعطف عليه) أي: يميل عليه (عبد الرحمن، فاختلفا طعنتين) أي: طعن كل


(١) في نسخة بدله: "تعرفونني".
(٢) في نسخة بدله: "وما أنت".
(٣) قال في "تاريخ الخميس": كان يسبق الفرس العربي في العدو. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>