للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَطْرُدُهَا هُوَ وَأُنَاسٌ مَعَهُ فِى خَيْلٍ, فَجَعَلْتُ وَجْهِى قِبَلَ الْمَدِينَةِ, ثُمَّ نَادَيْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: يَا صَبَاحَاهُ, ثُمَّ اتَّبَعْتُ الْقَوْمَ, فَجَعَلْتُ أَرْمِى وَأَعْقِرُهُمْ (١) , فَإِذَا رَجَعَ إِلَىَّ فَارِسٌ, جَلَسْتُ فِى أَصْلِ شَجَرَةٍ, حَتَّى مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئًا مِنْ ظَهْرِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- إلَّا جَعَلْتُهُ (٢) وَرَاءَ ظَهْرِى,

===

(يطردها) أي: يدفع ويسوق اللقاح، (هو وأناس معه) أي: من غطفان (في خيل) أي: فوارس (فجعلتُ وجهي قبل المدينة، ثم ناديت ثلاث مرات: يا صباحاه)، هذه كلمة يقولها المستغيث، فكأن القائل: "يا صباحاه" يقول: قد غَشِينا العدو، زاد في رواية "البخاري" (٣): "فأسمعت ما بين لابتي المدينة".

(ثم اتبعت القوم، فجعلت أرمي) أي: السهام (وأعقرهم) وأصل العقر قطع عراقيب الدواب، ثم اتُّسِع فيه حتى استعمل في القتل والهلاك، فمعنى أعقرهم أي: أجرحهم، ولفظ "مسلم" (٤): "فأقبلت أرميهم بالنبل وأرتجز"، وفيه: "فألحق رجلًا منهم، فأصكه بسهم في رجله، فخلص السهم إلى كعبه"، "فما زلت أرميهم وأعقرهم، فإذا رجع فارس منهم، أتيت شجرة، فجلست في أصلها، ثم رميته فعقرت به".

(فإذا رجع إليَّ فارس) أي: من الكفار لقتلي (جلست في أصل شجرة) أي: للرمي للاختفاء، فإن الرمي في حالة الجلوس أمكن وأثبت في إصابة الغرض، ويؤيده لفظ "مسلم": "فجلست في أصلها ثم رميته فعقرت به".

(حتى ما خلق الله شيئًا من ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم -) أي: من لقاحه (إلا جعلته وراء ظهري)، وهذا يدل أن سلمة بن الأكوع أخذ منهم جميع اللقاح، وأما أهل السير فقالوا: إن اللقاح كانوا عشرين، فأخذت من الكفار عشر، وأفلت الكفار


(١) في نسخة بدله: "لهم"، وفي نسخة: "بهم".
(٢) في نسخة: "إلَّا خلفته".
(٣) "صحيح البخاري" (٤١٩٤).
(٤) "صحيح مسلم" (١٨٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>