للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْقَاسِمِ, نَا عِكْرِمَةُ, حَدَّثَنِى إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "أَغَارَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ عَلَى إِبِلِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-, فَقَتَلَ رَاعِيَهَا, وَخَرَجَ

===

القاسم، نا عكرمة، حدثني إياس بن سلمة، عن أبيه) أي: سلمة بن الأكوع (قال) أي: سلمة: (أغار) أي: شن الغارة (عبد الرحمن بن عيينة) وهو رأس المشركين (على إبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) ويقال لهذه الغزوة: غزوة ذات قرد، وكذا غزوة الغابة، وذات القرد ماء على بريد من المدينة.

واختلفوا (١) في أنها متى وقعت؟ فعند البخاري (٢) أنها وقعت قبل خيبر بثلاثة أيام، ومستنده في ذلك أن سلمة بن الأكوع قال في حديثه: "فرجعنا من الغزو إلى المدينة، فوالله ما لبثنا بالمدينة إلَّا ثلاث ليال، حتى خرجنا إلى خيبر"، وأجمع أهل السير أنها كانت قبل الحديبية سنة ست، قال القرطبي: لا يختلف أهل السير أن غزوة ذي قرد كانت قبل الحديبية، فيكون ما وقع في حديث سلمة من وهم بعض الرواة.

قال الحافظ (٣): ما في "الصحيح" من التاريخ أصح مما ذكره أهل السير، وقال أهل السير في سببها: أنه كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرون لقحة، وهي ذوات اللبن القريبة العهد بالولداة، ترعى بالغابة، فأغار عليهم عيينة بن حصن الفزاري في أربعين فارسًا، فاستاقوها، وقتلوا الراعي، وهو ابن أبي ذر، وكان معه أمه فسبوها، فركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خمس مائة، وقيل: سبع مائة، وعقد للمقداد بن عمرو لواءً في رمحه، وقال له: امض حتى تلحقك الخيول، وأنا على أثرك، فركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم، فاستنقذوا عشر لقاح، وأفلت القوم بما بقي وهي عشر.

(فقتل) أي: عبد الرحمن بن عيينة (راعيها، وخرج) أي عبد الرحمن


(١) وبسط الاختلاف فيه صاحب "الخميس" (٢/ ٥). (ش).
(٢) انظر: "صحيح البخاري" (٤١٩٤).
(٣) انظر: "فتح الباري" (٧/ ٤٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>