للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَدْ سَأَلَنَا الصَّدَقَةَ, وَقَدْ عَنَّانَا, قَالَ: وَأَيْضًا لَتَمَلُّنَّهُ, قَالَ: اتَّبَعْنَاهُ (١) فَنَحْنُ نَكْرَهُ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى أَىِّ شَىْءٍ يَصِيرُ أَمْرُهُ, وَقَدْ أَرَدْنَا أَنْ تُسْلِفَنَا وَسْقًا أَوْ وَسْقَيْنِ. قَالَ: أَىَّ شَىْءٍ تَرْهَنُونِى؟ قَالَ (٢): وَمَا تُرِيدُ مِنَّا؟ فَقَالَ: نِسَاؤُكُمْ. قَالُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ, أَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا, فَيَكُونُ ذَلِكَ عَارًا عَلَيْنَا, قَالَ: فَتَرْهَنُونِى أَوْلَادَكُمْ, قَالُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ, يُسَبُّ ابْنُ أَحَدِنَا, فَيُقَالُ: رُهِنْتَ بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ؟ قَالُوا: نَرْهَنُكَ اللأْمَةَ- يُرِيدُ السِّلَاحَ -قَالَ: نَعَمْ.

===

يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -، والتعبير بهذا اللفظ للإيهام بأنه قد ملَّ منه ويشكوه (قد سألَنا الصدقة، وقد عنَّانا) أي: أتعبنا، من العناء، وهذا أيضًا من التعريض الذي استأذن فيه، فأذن له.

(قال) كعب: (وأيضًا لتملنه، ) أي: وزيادة على ذلك تكون لكم منه ملالة (قال) محمد بن مسلمة: (اتبعناه، فنحن نكره أن ندعه) أي: نتركه (حتى ننظر إلى أي شيء يصير) أي: يعود (أمره، وقد أردنا أن تسلفنا وسفًا أو وسقين) والوسق ستون صاعًا.

(قال) كعب: (أي شيء ترهنوني؟ ) أي: تدفعون إلى شيئًا يكون رهنًا (قال: وما تريد منا؟ ) أي: للرهن (فقال: نساؤكم، قالوا: سبحان الله، أنت أجمل العرب، نرهنك نساءَنا، فيكون ذلك عارًا علينا، قال: فترهنوني أولادكم، قالوا: سبحان الله، يُسَبُّ ابن أحدنا، فيقال: رُهنت) بصيغة الخطاب، وفي رواية "البخاري" (٣): "رهن" بصيغة الغائب (بوسق أو وسقين، قالوا) أي: محمد بن مسلمة ومن معه من المسلمين: (نرهنك اللأْمَة) بتشديد اللام وسكون الهمزة (يريد السلاح، قال: نعم) فواعده أن يأتيه من القابلة، فأتى.


(١) في نسخة: "فاتبعناه".
(٢) في نسخة بدله: "قالوا".
(٣) "صحيح البخاري" (٤٠٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>