للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا (١): هَذَا لِوَاءُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ تَحْتَ شَجَرَةٍ قَدْ بُسِطَ لَهُ كِسَاءٌ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَيْهِ، وَقَدْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَاُبهُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ، فَذَكَرَ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - الأَسْقَامَ، فَقَالَ: "إِنَ الْمُؤمِنَ إِذَا أَصَابَهُ السَّقَمُ ثُمَّ أَعْفَاهُ اللَّه مِنْهُا (٢) كَانَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ، وَمَوْعِظَةً لَهُ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ إِذَا مَرِضَ ثُمَّ أُعْفِيَ كَانَ كَالْبَعِيرِ عَقَلَهُ أَهْلُهُ ثُمَّ أَرْسَلُوهُ، فَلَمْ يَدْرِ لِمَ عَقَلُوهُ، وَلَمْ يَدْرِ لِمَ أَرْسَلُوهُ؟ ".

فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ حَوْلَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الأَسْقَامُ؟

===

فقلت: ما هذا؟ قالوا: هذا لواء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيته، وهو تحت شجرة، قد بُسِطَ له كساء، وهو جالس عليه) أي على الكساء (وقد اجتمع عليه) وفي المصرية: "إليه" (أصحابه، فجلست إليهم، فذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأسقامَ) أي الأمراض، (فقال: (إن المؤمن إذا أصابه السقم) أي المرض (ثم أعفاه الله منه) قال في "القاموس" (٣): وأعفاه من الأمر: بَرَّأَه. (كان) أي المرض (كفارةً لما مضى) أي تقدم (من ذنويه) أي الصغائر، ويحتمل أن يقال: إن شأن المؤمن في المرض أن يقبلَ إلى الله تعالى ويتوبَ مما صدر عنه، فحينئذ يكون المرض كفارة للصغائر والكبائر (وموعظة له فيما يستقبل)، أي في الزمان المستقبَل.

(وإن المنافق إذا مرض، ثم أُعْفِيَ كان كالبعير عَقَلَه) قال في "القاموس" (٤): عقل البعيرَ: شَدَّ وظيفَه إلى ذراعه، كَعَقَّلَه واعتقله. (أهلُه ثم أرسلوه، فلم يَدْرِ لِمَ عقلوه، ولم يَدْرِ لِمَ أرسلوه؟ فقال رجل) لم أقف على تسميته (ممن حوله: يا رسول الله! وما الأسقام؟


(١) في نسخة: "فقالوا".
(٢) في نسخة: "عنه".
(٣) "ترتيب القاموس المحيط" (٣/ ٢٦٧).
(٤) المصدر السابق (٣/ ٢٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>