للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا هَذَا الْحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ قَدْ حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ، وَلَيْسَ (١) نَخْلُصُ (٢) إِلَيْكَ إِلّا في شَهْرٍ حَرَامٍ، فَمُرْنَا بِشَيءٍ نَأْخُذُ بِهِ (٣) وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا، قَالَ: "آمُرُكْمْ بِأَرْبَع وَأَنْهَاكُمْ عن أَرْبَعٍ: الإيمَانُ بِاللَّهِ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلِاَّ اللَّهُ" وَعَقَد بِيَدِهِ وَاحِدَةً، وَقَالَ مُسَدَّدٌ: الإيمَانُ بِاللَّهِ، ثُمَّ فَسَّرَهَا لَهُمْ: "شَهَادَةِ أَنْ لَا إِله إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإيتاءِ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا الْخُمُسَ

===

من قوم، وعبد القيس أبو قبيلة عظيمة، وكانت تنزل البحرين وحوالي القطيف، وكانت وفادتهم سنة ثمان، فتوجه منهم أربعة عشر راكبًا، وقيل: أربعون.

(على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله! إنا هذا الحي من ربيعة قد حال بيننا وبينك كفار مضر، وليس نخلص) أي نصل (إليك إلا في شهر حرام) وإنما قالوا ذلك اعتذارًا عن عدم الإتيان إليه عليه السلام في غير هذا الوقت, لأن الجاهلية كانوا يحاربون بعضهم بعضًا، ويكفون في أشهر الحرم تعظيمًا لها، فلا يأمن بعضهم بعضًا في المسالك إلا فيها، وكان هذا التعظيم في أول الإِسلام، ثم نسخ بقوله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} (٤).

(فَمُرنا بشيء) من الأحكام والشرائع (نأخذ به) أي نعمل به (وندعوا إليه من ورائنا) من قومنا (قال: آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع) أي آمركم بـ (الإيمان بالله)، وهو (شهادة أن لا إله إلَّا الله، وعقد بيده واحدة، وقال مسدد: الإيمان بالله، ثم فسرها لهم لله)، وهو (شهادة أن لا إله إلَّا الله، وأن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وثانيها: (إقام الصلاة) وثالثها: (إيتاء الزكاة) ورابعها: (أن تؤدوا الخمس


(١) في نسخة: "لَسْنَا".
(٢) في نسخة: "لا نخلص".
(٣) في نسخة: "نأخذه".
(٤) سورة التوبة: الآية ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>