فَلَبِسَهَا، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إلَى يَدَيْهِ تَذَبْذَبَانِ، ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إلَى جَعْفَرٍ فَلَبِسَهَا، ثُمَّ جَاءَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنِّي لَمْ أُعْطِكَهَا لِتَلْبَسَهَا". قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ:"أَرْسِلْ بِهَا إلَى أَخِيكَ النَّجَاشِيِّ". [حم ٣/ ٢٢٩]
٤٠٤٨ - حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ، نَا رَوْحٌ، نَا سَعِيدُ بْنُ أَبي عَرُوبَةَ، عن قَتَادَةَ، عن الْحَسَنِ، عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنًّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"لَا أَرْكَبُ الأُرْجُوَانَ، وَلَا أَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ، وَلَا أَلْبَسُ الْقَمِيصَ الْمُكَفَّفَ بِالْحَرِيرِ"
===
(فلبسها) لأنها كانت مكففة بالحرير، ولم تكن كلها حريرًا، أو لم يكن حرم إذ ذاك (فكأني أنظر إلى يديه) أي: إلى كمي يديه (تذبذبان) أي: تتحركان (ثم بعث بها إلى جعفر فلبسها، ثم جاءه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إني لم أعطكها لتلبسها) أي: لم أبعثها إليك لتلبس (قال: فما أصنع بها؟ قال: أرسل بها إلى أخيك النجاشي)، والمراد بالأخوة ههنا أخوة الإيمان, وإنما أمر بإهدائها إلى النجاشي, لأنه كان منَّ على جعفر وأصحابه حين ذهبوا إليه مهاجرين من مكة.
٤٠٤٨ - (حدثنا مخلد بن خالد، نا روح، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين، أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا أركب الأرجوان) أي: على الأرجوان، بضم الهمزة والجيم (١)، وهو الصوف الأحمر، والحديث محمول على النهي عن ركوب ميثرة الحرير، فإن الأحمر أشد كراهة للنهي عنه من غيرها (ولا ألبس المعصفر) أي: ثوبًا مصبوغًا بعصفر (ولا ألبس القميص المكلف بالحرير) وهو الذي عمل على ذيله وأكمامه وجيبه كفاف من الحرير كالسنجاف، وهذا محمول على ما زاد على أربع أصابع، أو تركه تنزهًا عنه.
(١) هذا هو الصحيح المشهور في ضبطها، وقيل بالفتح وهو غلط، واختلف في تفسيرها بسطه الحافظ [انظر: "فتح الباري" (١٠/ ٢٩٣)]. (ش).