للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قطب السالكين، شمس الهداة الكاملين، الفاني الباقي، والمرشد الصافي، السالك المجذوب، والصديق المحبوب، قطب العالم مولانا وسيّدنا أبي مسعود رشيد أحمد الأيُّوبي الأنصاري الكَنكَوهي الحنفي الجشتي القادري النقشبندي السهروردي - قدَّس الله سرّه العزيز-.

فلم يزل واقفًا على أعتابه، يستغيث سحبه الهطالة، ويستضيء شموسه اللَمَّاعة، إلى أن أوصلته العواطف الرَّبَّانية والسوابق الصمدانيَّة أعلى درجات الوصول والنهاية، وبلغ غاية درجات السلوك والهداية، فحقق له أن يفوّض إليه تسليك عباد الله والتربية، وإحياء الأرواح والنفوس بأمطار الرياضات والتزكية، فأجاز له حضرة قطب الأقطاب مولانا الكَنكَوهي المومأ إليه - قدَّس الله سرّه العزيز- إجازة الإِرشاد والإِيصال، بأن كتب بأحواله القدسية ومدارجه العالية إلى ذروة المجد والكمال، إمام العارفين، وحجّة الله في العالمين، القطب الربّاني، والإِمام الصمداني، مولانا الحاج إمداد الله المكي الجشتي النقشبندي القادري السهروردي العمري (١) - قدَّس الله سرّه العزيز-، فَبَخلَهُ وأكرمَهُ بالخرقة والإِجازة، وأقامه مقام نفسه، وأَلْبَسَه (٢) ما كان على رأسه من الطاقية والعمامة، فيا حبّذا من نعمة خصّه الله تعالى بين الأخلاء والأصفياء، وأمدَّه بإمدادات حسده عليها أرباب الأحوال والاهتداء، وذلك سنة ست وتسعين لدى حضوره الحرمين الشريفين، والحجازين المكرمين.

وقد كان قبل ذلك تشرَّف بالحج والزيارة الشريفة سنة ثلاث وتسعين بعد الألف والمائتين، حين إقامته ببلدة بهوبال.

وفي هذه المرة اجتمع بسيِّد أرباب الكشف والشهود، وملاذ قاصدي أحاديث الرسول عليه السلام والوفود، إمام الرويّة والرواية, قطب الهداية


(١) انظر ترجمته في: "نزهة الخواطر" (٨/ ٧٩).
(٢) في الأصل: "لبسه" والصواب ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>