للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلَى جَزِيرَةِ حِينَ مَغْرِب (١) الشَّمْسِ، فَجَلَسُوا في أَقْرُب السَّفِينَةِ، فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرَةُ (٢) الشَّعْرِ، قَالُوَا: ويلَكِ مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ: أنَا الْجَسَّاسَةُ، انْطَلِقُوا إلَى هَذَا الرَّجُلِ في هَذَا الدَّيْرِ، فَإنَّهُ إلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ، قَالَ: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا مِنْهَا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً، فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ، فَإذَا فِيهِ أَعْظَمُ إنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا، وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ (٣) إلَى عُنُقِهِ". فَذكَرَ الْحَدِيثَ. وَسَأَلَهُمْ عن نَخْلِ بَيْسَانَ،

===

"المجمع" (٤): أرفأت السفينة إذا قربتها من الشط، والموضع الّذي تُشَدُّ فيه المرفأ، وبعضهم يقول: أرفينا بالياء (إلى جزيرة حين مغرب الشّمس، فجلسوا في أقرب) بفتح الهمزة وضم الراء، جمع قارب بكسر الراء، وفتحها أكثر وأشهر، وهو على غير قياس (السفينة) وهي سفينة صغيرة تكون مع الكبيرة، (فدخلوا الجزيرة، فَلَقِيَتْهم دابة أهلبُ كثيرةُ الشعر) بيان لأهلب، والهلب: كثرة الشعر.

(قالوا: ويلكِ ما أنتِ؟ قالت: أنا الجساسة) أي أتجسَّسُ الأخبارَ للدجال (انطلقوا) بصيغة الأمر (إلى هذا الرَّجل في هذا الدَّير، فإنّه إلى خبركم بالأشواق) أي كثير الشوق والرغبة إلى خبركم.

(قال) تميم: (لما سمَّت لنا رجلًا فرقنا منها) أي الجساسة (أن تكون شيطانة) فتعجلنا أن نلقى رجلًا (فانطلقنا سراعًا حتّى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقًا) يعني عظيم الجثة (وأشده وثاقًا) يعني موثق بالحديد شديد (مجموعة يده إلى عنقه) في الشد (فذكر) أي الراوي (الحديث، وسألهم عن نخل بَيْسان)،


(١) في نسخة: "تغرب".
(٢) في نسخة: "كثير".
(٣) في نسخة: "يده".
(٤) "مجمع بحار الأنوار" (٢/ ٣٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>