للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِى حَفْصَةَ قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ لاِبْنِهِ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ: وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تعالى الْقَلَمَ

===

المعجمة، ابن يقظان بن عبد الله المرتحل، أبو إسماعيل، ويقال: أبو سعيد الرملي، وقيل: الدمشقيّ، قال ابن معين ودحيم ويعقوب بن سفيان والنسائيّ: ثقة، وقال ابن المديني: كان أحد الثقات، وقال أبو حاتم: صَدوق، وقال الدارقطني: الطرق إليه ليست تصفو، وهو ثقة لا يخالف الثقات إذا روى عنه ثقة.

(عن أبي حفصة) (١) هو حبيش بن شويح الحبشي، ويقاله: أبو حفص الشامي، روى له أبو داود حديثًا واحدًا: "أوَّل ما خلق الله القلمُ"، وفي إسناده اختلاف، قلت: ذكره أبو نعيم في "الصحابة"، وصحَّح أنه تابعي، وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال: كان من أهل القدس.

(قال: قال عُبادة بن الصامت لابنه (٢): يا بنيّ إنك لن تجدَ طَعْمَ حقيقة الإيمان حتى تعلمَ أن ما أصابك لم يكن لِيخطئَك، وما أخطأك لم يكن لِيصيبَك، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن أولَ ما خَلَقَ (٣) اللهُ تعالى القلم،


(١) "تهذيب التهذيب" (٢/ ١٩٤، ١٩٥).
(٢) وكان وصية منه لابنه، كما في رواية "الترمذي" (٢١٥٥، ٣٣١٩). (ش).
(٣) قال القاري (١/ ٢٨٩، ٢٩٠): "القلم" بالرفع هو ظاهر، وروي بالنصب. وقال بعض المغاربة: الرفع هو الرواية، فإن صحَّ النصب كان على لغة مَنْ ينصب خبر "إن"، وقال المالكي: يجوز نصبه بتقدير "كان" على مذهب الكسائي، قال المغربي: لا يجوز أن يكون "القلم" مفعول "خلق"؛ لأن المراد أن القلم أول مخلوق، وإذا جعلتَه مفعولًا ينبغي أن تسقط الفاء من قوله: "فقال ... " إلخ، ثم قال أيضًا: إن الأولَوِيَّة إضافية؛ لأنه بعد خلق العَرْش والماء والريح، والأول الحقيقي نور محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، انتهى مختصرًا، وشيء منه في هامش "الكوكب" (٣/ ١٢٠، ١٢١، ٤/ ١٦٩) في مبدأ سورة هود، و"الفتاوى الحديثية" (ص ٢١٢، ٢١٣). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>