للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ عَلِيٌّ وَابْنُ الْمُصَفَّى قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في سَرِيَّةٍ، فَلَمَّا بَلَغْنَا الْمَغَارَ اسْتَحْثَثْتُ فَرَسِي، فَسَبَقْتُ أَصْحَابِي وَتَلَقَّانِي الْحَيُّ بالرَّنِينِ، فَقُلْتُ لَهُمْ قُولُوا: لَا إله إلَّا اللهُ تُحْرَزُوا، فَقَالُوهَا، فَلَامَنِي أًصْحَابِي فَقَالُوا (١): أَحَرَمْتَنَا (٢) الْغَنِيمَةَ، فَلَمَّا قَدِمُوا (٣) عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرُوهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، فَدَعَانِي فَحَسَّنَ لِي مَا صَنَعْتُ

===

رواية علي بن سهل وغيره، بأن علي بن سهل يروي في حديثه: حدثني مسلم بن الحارث أن أباه حدثه بصيغة "التحديث"، وأما غير علي بن الحارث من شيوخ المصنف فرووا بصيغة "عن" كما تقدم في السند.

(وقال علي) بن سهل (وابن المصفَّي) أي محمد (قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية، فلما بلننا المغار) أي قريبًا من موضع الإغارة (استحثثتُ) من الحث أي رفعتُ (فرسي، فسبقت أصحابي وتلقاني الحي بالرنين) الرنُّ الصوت، رن رنيناَ: صاح، (فقلت لهم: قولوا: لا إله إلَّا الله تحرزوا، فقالوها) أي كلمةُ "لا إله إلَّا الله"، (فلامني أصحابي فقالوا: أحرمتنا الغنيمة) لأنهم لما صاروا قبل الغلبة عليهم مسلمين فلم يجز أسرهم، ولا أخذ مالهم.

كتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "تقريره": قوله: "أحرمتنا الغنيمة" وكانت نيته ونية القوم كلتاهما خيرًا، فإنه احتسب فيما فعله أن تعصم أموالهم ودماؤهم مع حصول الإِسلام لهم، وهؤلاء رجوا أن يكون استرقاقهم وغارتهم عائداَ على المسلمين بخير وغنيمة مع حصول المقصود وهو إسلامهم، فإن الرق أدعى إليه، فإنه في كفره يستضر برقه ما لا يستضر في إسلامه.

(فلما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبروه) أي أهل السرية (بالذي صنعت، فدعاني) فأخبرته بما فعلت من تلقين الإِسلام لهم، (فحسن لي ما صنعت)


(١) في نسخة: "وقالوا".
(٢) في نسخة: "حرمتنا".
(٣) في نسخة: "قدمنا".

<<  <  ج: ص:  >  >>