للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

"أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج وقد أقيمت الصلاة، وعدلت الصفوف حتى إذا قام في مصلاه انتظرنا أن يكبر انصرف".

قال الحافظ: زاد مسلم من طريق يونس عن الزهري: "قبل أن يكبر فانصرف"، ففيه دليل على أنه انصرف قبل أن يدخل في الصلاة، وهو معارض لما رواه أبو داود وابن حبان عن أبي بكرة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل في صلاة الفجر فكبر ثم أومأ إليهم"، ولمالك من طريق عطاء بن يسار مرسلًا: "أنه - صلى الله عليه وسلم - كَبَّرَ في صلاة من الصلوات، ثم أشار بيده أن امكثوا"، ويمكن الجمع بينهما بحمل قوله: "كبر" على أراد أن يكبر، أو بأنهما واقعتان، أبداه عياض والقرطبي احتمالًا، وقال النووي: إنه الأظهر، وجزم به ابن حبان (١) كعادته، فإن ثبت وإلَّا فما في "الصحيح" أصح، انتهى "فتح" (٢).

وقال الزرقاني (٣): قال أبو عمر: من قال: إنه كبر زاد، وزيادة حافظ يجب قبولها.

قلت: والأولى أن يوفق بين الحديثين، الذي ورد عن أبي هريرة أنه قال: "قبل أن يكبر"، ورواية أبي بكرة أنه قال: "كبر"، بأن أبا هريرة نافٍ للتكبير، ونفيه محمول على أنه لم يسمعه, لأنه كان بعيدًا من الإِمام، وأبا بكرة مثبت، فقوله محمول على أنه كان قريبًا من الإِمام وسمع التكبير، فروى كما سمع ورأى.


(١) إذ قال: حديث أبي هريرة وحديث أبي بكرة فعلان في موضعين، خرج عليه الصلاة والسلام مرة فكبَّر، ثم ذكر أنه جنب، فانصرف واغتسل، ثم استأنف الصَّلاة، وجاء مرة أخرى، فلما أراد أن يكبر ذكر، فانصرف قبل أن يكبر. "المنهل" (٢/ ٣١٦). (ش).
(٢) "فتح الباري" (٢/ ١٢١).
(٣) "شرح الزرقاني" (١/ ٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>