للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَزَّ وَجَلَّ، يُخَوِّفُ بِهِمَا عِبَادَهُ، فَإِذَا كَسَفَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ". [م ٩٠١، ن ١٤٧٠، حم ٦/ ٧٦، خزيمة ١٣٨٣، ق ٣/ ٣٢٥]

===

عَزَّ وَجَلَّ، يخوف بهما عباده، فإذا كسفا فافزعوا إلى الصلاة) ولفظ "مسلم": "فإذا رأيتم كسوفًا فاذكروا الله حتى ينجليا".

قال النووي (١): والحكمة في هذا الكلام أن بعض أهل الجاهلية الضلَّال كانوا يُعَظِّمون الشمس والقمر، فَبَيَّن أنهما آيتان مخلوقتان لله تعالى، لا صنع لهما، بل هما كسائر المخلوقات يطرأ عليهما النقص والتغير كغيرهما، وكان بعض الضلال من المنجمين وغيرهم يقول: لا ينكسفان إلَّا لموت عظيم أو نحو ذلك، فبين أن هذا باطل، لئلا يغتر بأقوالهم، لا سيما وقد صادف موت (٢) إبراهيم -رضي الله تعالى عنه -.

قال الشوكاني في "النيل" (٣): وقد اختلف العلماء في صفتها - بعد الاتفاق (٤) على أنها سنَّة غير واجبة - كما حكاه النووي، فذهب مالك والشافعي وأحمد والجمهور إلى أنها ركعتان، في كل ركعة ركوعان، وقال أبو حنيفة والثوري والنخعي: أنها ركعتان كسائر النوافل، في كل ركعة ركوع واحد، وحكاه النووي عن الكوفيين واستدلوا بحديث النعمان وسمرة، وقال حذيفة: في كل ركعة ثلاث ركوعات، واستدل بحديث جابر وابن عباس وعائشة، قال النووي (٥): وقد قال بكل نوع جماعة من الصحابة، وحكى النووي عن ابن عبد البر أنه قال: أصح ما في الباب ركوعان، وما خالف فمعلل أو ضعيف، وكذا قال البيهقي.


(١) "شرح صحيح مسلم" للنووي (٣/ ٤٧٣).
(٢) واختلف أهل السير في تعيين وفاته على أقوال كثيرة، ذكرها الحافظ في "الفتح" (٢/ ٥٢٩) وقال: جماهيرهم على أنه مات سنة ١٠ هـ. (ش).
(٣) "نيل الأوطار" (٢/ ٦٣٥).
(٤) وقال أبو عوانة وبعض الحنفية بالوجوب. (ش).
(٥) "شرح صحيح مسلم" للنووي (٣/ ٤٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>