للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ, فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ" - يُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ الَّذِى يُرِيدُ - "خَيْرًا (١) لِى فِى دِينِى وَمَعَاشِى

===

(وأستقدرك بقدرتك) أي أطلب منك أن تجعل لي على ذلك قوة، ويحتمل أن يكون المعنى أطلب منك أن تقدره لي، والمراد بالتقدير التيسير، ولفظ النسائي: "أستهديك بقدرتك".

(وأسألك من فضلك العظيم) إشارة إلى أن إعطاء الرب فضل منه، وليس لأحد حق في نعمه، كما هو مذهب أهل السنَّة (فإنك تقدر) بالقدرة الكاملة على كل شيء ممكن تعلقت به إرادتك (ولا أقدر) على شيء إلا بقدرتك وحولك وقوتك.

(وتعلم) بالعلم المحيط بجميع الأشياء خيرها وشرها، كُلِّيَّها وجُزئِيَّها، ممكنها وغيرها (ولا أعلم) شيئًا منها إلا بإعلامك (وأنت علام الغيوب) بضم الغين وكسرها، أي أنت كثير العلم بجميع المغيبات، لأنك تعلم السر والأخفى، فضلًا عن الأمور الحاضرة والأشياء الظاهرة في الدنيا والآخرة.

(اللهُمَّ فإن كنت تعلم) أي إن كان في علمك (إن هذا الأمر) الذي أريده، و (يسميه بعينه الذي يريد) أو يضمر في باطنه، والشك في أن العلم متعلق بالخير أو الشر، لا في أصل العلم، فلا يستشكل الإيراد بلفظ الشك (خيرًا لي) أي الأمر الذي عزعت عليه أصلح لي (في ديني) أي فيما يتعلق بديني أولًا وآخرًا (ومعاشي) أي حياتي، وفي حديث ابن مسعود عند الطبراني في "الأوسط": "في ديني وفي دنياي"، وفي حديث أبي أيوب عنده أيضًا في "الكبير": "في دنياي وآخرتي".


(١) في نسخة: "خير".

<<  <  ج: ص:  >  >>