للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ (١) طَرِيقِ مَكَّةَ تَخَلَّفَ مَعَ أَصْحَابٍ لَهُ مُحْرِمِينَ وَهُوَ غَيْرُ مُحْرِمٍ,

===

عمرة (٢) الحديبية، وفي رواية للبخاري (٣): "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج حاجًّا (٤) فخرجوا معه". قال الحافظ (٥): قال الإسماعيلي: هذا غلط؛ فإن القصة كانت في عمرة، ولعل الراوي أراد خرج محرمًا، فعبر عن الإحرام بالحج غلطًا.

قلت: لا غلط في ذلك، بل هو من المجاز السائغ، وأيضًا فالحج في الأصل قصد البيت، فكأنه قال: خرج قاصدًا للعمرة، ولهذا يقال للعمرة: الحج الأصغر، ثم وجدت الحديث من رواية محمد بن أبي بكر المقدمي، عن أبي عوانة بلفظ: "خرج حاجًّا أو معتمرًا" أخرجه البيهقي، فتبين أن الشك فيه من أبي عوانة، وقد جزم يحيى بن كثير بأن ذلك كان في عمرة الحديبية، وهذا هو المعتمد، انتهى.

(حتى إذا كان) أي أبو قتادة، ويحتمل أن يكون المرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم (ببعض (٦) طريق مكة تخلَّف) أي أبو قتادة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (مع أصحاب له) أي لأبي قتادة، أو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - (محرمين وهو) أي أبو قتادة (غير محرم).

وفي رواية البخاري: "فخرجوا معه فصرف طائفة منهم فيهم أبو قتادة


(١) في نسخة: "في بعض".
(٢) وبه جزم الحافظ والعيني وابن القيم، وقال الحافظ: هو أصح من رواية الواقدي: أن ذلك كان في عمرة القضية، كذا في "الأوجز" (٧/ ٥٩, ٦٠). (ش).
(٣) "صحيح البخاري" (١٨٢٤).
(٤) ولعله منشأ توهم الطبري إذ ذكره في حجة الوداع، انتهى. وعدَّه ابن القيم (٢/ ١٦٥) من أوهامه. [انظر: "الأوجز" (٧/ ٦٠)]. (ش).
(٥) "فتح الباري" (٤/ ٢٩).
(٦) قال الحافظ: إن الروحاء هو المكان الذي ذهب أبو فتادة وأصحابه منه إلى جهة البحر، ثم التقوا بالقاحة، وبها وقع له الصيد المذكور، وكأنه تأخَّر هو وأصحابه للراحة أو غيرها، وتقدمهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى السقياء حتى لحقوه ("فتح الباري" ٤/ ٢٧). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>