للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بابُ العِتْقِ (١)

ــ

(١) قوله «بابُ العِتْقِ»: العتق في اللغة: خلاف الرق وهو الحرية, وعتق العبد يعتق عتقا, وأعتقته, فهو عتيق, ولا يقال عتق السيد عبده بل أعتق السيد عبده.

ومن معانيه الخلوص, ومنه سمي البيت العتيق لخلوصه من أيدي الجبابرة فلم يملكه جبار.

أما في الشرع فتعريفه: هو تحرير الرقبة وتخليصها من الرق، والعتق مشروع بدلالة الكتاب والسنة والإجماع، بل هو من أفضل القرب، قال تعالى {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} (١)، هذا في معرض بيان الكفارات، أما في معرض بيان بعض أفعال الخير فقال {فَكُّ رَقَبَةٍ} (٢) أي عتق رقبه.

أما السنة فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا اسْتَنْقَذَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ» (٣)، وفي لفظ: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنَ النَّارِ حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ» (٤)، وقد أعتق النبي -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الرقاب, وكذا أبو بكر، وعمر، وغيرهم من الصحابة أعتقوا الكثير من الرقاب.

أما الإجماع فقد أجمعت الأمة على صحة العتق وحصول القربة به.


(١) سورة المجادلة: الآية ٤.
(٢) سورة البلد: الآية ١٣.
(٣) رواه البخاري - كتاب العتق - باب ما جاء في العتق وفضله (٢٣٨١)، ومسلم - كتاب العتقـ باب فضل العتق (٣٨٧٠).
(٤) رواه البخاري - كفارات الأيمان - باب قول الله تعالى: {أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} (٦٧١٥)، ومسلم - العتق - باب فضل العتق (١٥٠٩) (٢٢) عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>