للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكُلُّ ذِيْ مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ (١)،

ــ

= السباع لدلالة السنة على تحريمه، ولأن الحكمة تقتضيه، لأن للغذاء تأثيراً على المتغذي به.

فالإنسان ربما إذا اعتاد التغذي على هذا النوع من اللحوم صار فيه محبة العدوان على الغير.

(١) وقوله «وَكُلُّ ذِيْ مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ»: المِخلَب بكسر الميم وفتح اللام، قال أهل اللغة: المخلب للطير والسباع بمنزلة الظفر للإنسان والمراد بها الأظفار التي يفترس بها إذا كان قويًا يعدو به على غيره كالبازي والصقر والعقاب والباشق والشاهين.

وقد اختلف العلماء في حكم أكل ما له مخلب من الطير:

فذهب جمهور أهل العلم (١) إلى تحريمه بدليل: حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ وَكُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ» (٢).

وذهب الإمام مالك (٣) إلى إباحة أكل ذي المخلب من الطير واستدل لقوله بعموم قوله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ} (٤)، =


(١) المغني مع الشرح (١١/ ٦٨)، المجموع شرح المهذب (٩/ ٢٢)، فتح القدير (٩/ ٤٩٩).
(٢) رواه مسلم كتاب الصيد والذبائح- باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير (٥١٠٣).
(٣) الشرح الكبير للدردير (٢/ ١١٥).
(٤) سورة الأنعام: الآية ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>