للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابُ العَاقِلَةِ وَما تَحْمِلُهُ (١)

وَهِيَ عَصَبَةُ القَاتِلِ كُلُّهُمْ، قَرِيْبُهُمْ وَبَعِيْدُهُمْ، مِنَ النَّسَبِ وَالْمَوَالِيْ (٢)،

ــ

(١) قوله «بابُ العَاقِلَةِ وَما تَحْمِلُهُ»: أي هذا بابٌ في العاقلة، وما تحمله من الدية وما لا تحمله.

(٢) قوله «وَهِيَ عَصَبَةُ القَاتِلِ كُلُّهُمْ، قَرِيْبُهُمْ وَبَعِيْدُهُمْ، مِنَ النَّسَبِ وَالْمَوَالِيْ»: سبق تعريف العاقلة، وقلنا بأن العاقلة هم عصبات القاتل، والمراد بالعصبة: أي عصباته من النسب، وهم كل ذكر لم يدلي بأنثى، فخرج به الزوج فليس منهم؛ لأنه ليس بعاصب، والأخ من الأم كذلك ليس منهم، لأنه مدل بأم، وأيضا ليس بعاصب، ودخل فيه الإخوة، والأعمام، وأبناء الإخوة، وأبناء الأعمام، وما أشبه ذلك، ودخولُ الآباء والأبناء - في العاقلة هو رواية في مذهب الإمام أحمد (١)، وهو قول مالك (٢)، وأبي حنيفة (٣).

وقال الشافعي (٤)، وهو رواية عن أحمد (٥): إن الآباء والأبناء ليسوا من العاقلة، لحديث: «اقْتَتَلَتْ امْرَأَتَانِ مِنْ هُذَيلٍ»، وفيه: « ... فَقَضَى رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ دِيَةَ جَنِينِهَا غُرَّةٌ، عَبْدٌ أَو أَمَة، وَقَضَى بِدِيَةِ المَرْأَةِ عَلَى عَاقِلَتِهَا، وَوَرَّثَهْا وَلَدَهَا وَمَنْ مَعَهُمْ» (٦)، ولأنهم أبعاض الجاني، فكما لا يتحمل=


(١) المغني (١٢/ ٣٩).
(٢) بداية المجتهد (٤/ ٣٣٠).
(٣) بدائع الصنائع (٧/ ٢٥٥ - ٢٥٦).
(٤) المهذب (٢/ ٢٧٢).
(٥) المغني (١٢/ ٤٠)،
(٦) سبق تخريجه، ص ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>