للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لُزُوْمُ الْمَسْجِدِ (١)، لِطَاعَةِ اللهِ تَعَالَى فِيْهِ (٢)، وَهُوَ سُنَّةٌ (٣)،

ــ

=أنسه بالخلق، فيعده بذلك لأنسه يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ولا ما يفرح به سواه فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم).

(١) قوله (لُزُوْمُ الْمَسْجِدِ): أجمع الفقهاء على أنه لا يصح اعتكاف إلا في مسجد لقوله تعالى [وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ] (١) ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتكف إلا في المسجد فخرج بذلك لزوم الدار ولزوم المدرسة، بل ولزوم المصلى، فلو أن قوماً في عمارة لها مصلى وليس بمسجد فإن لزوم هذا المصلى لا يعتبر اعتكافاً.

(٢) قوله (لِطَاعَةِ اللهِ تَعَالَى فِيْهِ): اللام هنا للتعليل أي لطاعة الله لا للعزلة عن الناس ولا من أجل أن يأتيه أصحابه فيكثر معهم الكلام بل لزمه للتفرغ لطاعة الله قال شيخ الإسلام (٢) لو قال المؤلف هنا (لزوم المسجد لعبادة الله) لكان أحسن. فإن الطاعة موافقة الأمر، وهذا يكون بما هو في الأصل عبادة كالصلاة، وبما هو في الأصل غير عبادة وإنما يصير عبادة بالنية كالمباحات كلها بخلاف العبادة فإنها للإله سبحانه وتعالى.

وأيضاً فإن ما لم يؤمر به من العبادات بل رغب فيه هو عبادة، وإن لم يكن طاعة لعدم الأمر.

(٣) قوله (وَهُوَ سُنَّةٌ): قد دل على سنتيه الكتاب والسنة والإجماع:

أما دليل الكتاب فقوله تعالى {أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (٣).


(١) سورة البقرة: الآية ١٨٧.
(٢) كتاب الصيام من شرح العمدة (٢/ ٧٠٨).
(٣) سورة البقرة: ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>