للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ (١)، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيْحِ الدَّجَّالِ (٢)، ثُمَّ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِيْنِهِ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ (٣)،

ــ

=فَقَالَ: صَدَقَتَا، إِنَّهُمْ يُعَذَّبُوْنَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ كُلُّهَا، فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ فِيْ صَلاةٍ إِلاَّ تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» (١).

وهناك أدلة كثيرة تدل على ذلك. وقد أجمع المسلمون على أن عذاب القبر حاصل للكافرين وكذا عصاة الموحدين قد يحصل لهم شيء من عذاب القبر.

(١) قوله «وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ» فتنة الدنيا تشمل الافتتان بها بشهواتها وما خلق فيها، وكذا الافتتان بشبهاتها كالتباس الحق بالباطل فيرى الإنسان الباطل حقًا والحق باطلاً. أما فتنة الممات فقيل هي سؤال الملكين في قبره عن ربه ودينه ونبيه - صلى الله عليه وسلم -، وقيل أيضًا ما يكون عند الموت في آخر الحياة.

(٢) قوله «وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيْحِ الدَّجَّالِ» أي وأستعيذ بالله من فتنة المسيح الدجال، والمراد بفتنته ما يحصل به من الإضلال والإغواء بما معه من الشبهات، ولما كانت فتنته عظيمة أمر المسلم أن يستعيذ من فتنته في أحب الأعمال إلى الله تعالى وهي الصلاة.

(١) قوله «ثُمَّ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِيْنِهِ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ» وهذه التسليمة ركن من أركان الصلاة، وذهب الحنفية (٢) إلى عدم ركنية التسليم في الصلاة. والصحيح أن التسليم ركن لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَتَحْلِيْلُهَا التَّسْلِيْمُ» (٣) ولأنه - صلى الله عليه وسلم - =


(١) أخرجه البخاري في كتاب الدعوات - باب التعوذ من عذاب القبر - رقم (٥٨٨٩)، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب استحباب التعوذ من عذاب القبر - (٩٢٢).
(٢) بدائع الصنائع (١/ ١٩٤).
(٣) أخرجه أحمد (٢/ ٤٦٣) رقم (٩٥٧)، وأبوداود في كتاب الصلاة - باب الإمام يحدث بعد ما يرفع رأسه من آخر الركعة - رقم (٥٢٣)، والترمذي في أبواب الصلاة - باب ما جاء في تحريم الصلاة وتحليلها - رقم (٢٢١)، وابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها - باب مفتاح الصلاة الطهور - رقم (٢٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>