للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ جَبْهَتُهُ وَأَنْفُهُ (١)،

ــ

=وقال نافع: وكان ابن عمر - رضي الله عنهما- يضع يديه قبل ركبتيه»، وفي رواية «كان ابن عمر يضع يديه قبل ركبتيه ويقول كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك»، وقال الأوزاعي: «أدركت الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم». والذي يظهر أن الأمر في ذلك واسع فمن رأى أن السنة تقديم الركبتين فعل، ومن رأى أن السنة تقديم اليدين فعل، لكن القول الأول أصرح دليلاً، وقد نصره العلامة ابن القيم في زاد المعاد (١) وغيره، وبيَّن أنَّ في الحديث انقلاب.

(١) قوله «ثُمَّ جَبْهَتُهُ وَأَنْفُهُ» وذلك لأنهما من أعضاء السجود السبعة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: عَلَى الْجَبْهَةِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ، وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ، وَلا نَكْفِتَ الثِّيَابَ وَالشَّعْرَ» (٢).

لكن هل يجب السجود على الجبهة والأنف؟ الصحيح أنه يجب السجود عليهما، وهو المذهب (٣)، وقول مالك (٤) في رواية عنه وذلك للحديث المذكور، وذهب أبو حنيفة (٥)، وهو قول عن مالك (٦) إلى أن السجود على الأنف لا يجب.


(١) زاد المعاد لابن القيم (١/ ٢١٥).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الأذان - باب السجود على الأنف - رقم (٧٧٠)، ومسلم في كتاب الصلاة - باب أعضاء السجود والنهي عن كف الشعر والثوب وعقص الرأس - رقم (٧٥٨) من حديث ابن عباس - رضي الله عنه -.
(٣) المقنع ومعه الشرح الكبير والإنصاف (٣/ ٥٠٣). .
(٤) حاشية الدسوقي (١/ ٢٤٠).
(٥) بدائع الصنائع (١/ ١٠٥).
(٦) حاشية الدسوقي (١/ ٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>