للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

=قول الحنابلة (١)، لقوله تعالى: {أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ}.

وظاهر اللفظ أن النفي معناه: الطرد والإبعاد، والنفي من الأرض يقتضي النفي من جميعها، فلا يترك يأوي إلى بلد.

والقول الثانِي: أن النفي هو السَّجْنُ، وهو قول الحنفية (٢)، والشافعية (٣)، ورواية عن أحمد (٤).

والقول الثالث: أنه ينفى إلى بلد آخر ويُسجن فيه، وهذا قول لمالك (٥)، واختاره ابن جرير (٦)، والشنقيطي (٧).

فإن كانوا جماعة نُفُوا مفرقين، ولا يزال منفياً حتى تظهر توبته، على الصحيح من المذهب.

إلا إن كان شرهم لا يندفع بتشريدهم فيتوجه القول بالحبس على القول الثانِي في تفسير النفي (٨)، لأن المقصود دفع شرهم، وهذا هو الصواب.


(١) المغني (١٢/ ٤٨٢ - ٤٨٣).
(٢) بدائع الصنائع (٧/ ٩٥).
(٣) المهذب (٢/ ٣٦٤).
(٤) الإنصاف (١٠/ ٢٩٨).
(٥) بداية المجتهد (٤/ ٤٢٠).
(٦) تفسير ابن جرير (١٠/ ٢٨٤).
(٧) أضواء البيان (٢/ ٩٠).
(٨) الإنصاف (١٠/ ٢٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>