للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= حيث قالت: «كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاءِ قَالَ: غُفْرَانَكَ» (١).

أما الحكمة من قوله - صلى الله عليه وسلم - «غُفْرَانَكَ» إذا خرج من الخلاء فقد قال شيخ الإسلام -رحمه الله- في ذلك: لأن الخلاء مظنة الغفلة والوسواس، فاستحب الاستغفار عقيبه (٢).

وقيل: بأن مناسبة قوله «غُفْرَانَكَ» هنا أن الإنسان لما تخفف من أذية الجسم تذكر أذية الإثم، فدعا الله أن يخفف عنه أذية الإثم كما منَّ عليه بتخفيف أذية الجسم، وهذا هو اختيار ابن القيم (٣) -رحمه الله-، واختاره أيضًا شيخنا (٤) -رحمه الله-.

أما قول بعض العلماء مناسبة ذلك؛ لأنه انحبس عن ذكر الله في هذا الوقت، فيسأل الله المغفرة له لعدم ذكره إياه حال قضاء حاجته، فهذا فيه نظر؛ لأنه انحبس عن ذكر الله بأمر الله، وإذا كان كذلك فلم يعرض نفسه للعقوبة؛ ولهذا الحائض لا تصلي ولا تصوم، ولا يسن لها أن تستغفر الله؛ لأنها تركت الصلاة والصوم أيام الحيض ولم يقله أحد ولم يأت فيه سنة، هذا ما أفاده شيخنا (٥) -رحمه الله-.

وقيل: لأنه قد يحدث فيه ما لا ينبغي أثناء قضاء الحاجة. والصحيح أن قول=


(١) أخرجه أحمد في المسند (٦/ ١٥٥)، وأبو داود في كتاب الطهارة - باب ما يقول الرجل إذا خرج من الخلاء - رقم (٣٠)، والترمذي في كتاب الطهارة - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء برقم (٧) وقال حديث حسن غريب، وصححه الألباني في الإرواء برقم (٥٢).
(٢) شرح العمدة (١/ ١٣٩).
(٣) إغاثة اللهفان (١/ ٧١).
(٤) الشرح الممتع (١/ ١٠٧).
(٥) المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>