جاء النهي عن ذلك لمن فعله بَطراً، فالتوقي من ذلك على كل حال من الأمر الذي ينبغي. وبالله التوفيق.
[تفسير وَقُدُورٍ راسِيَاتٍ]
في تفسير {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ}[سبأ: ١٣]
وسئل مالك: عن تفسير {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ}[سبأ: ١٣] ، قال: لا تحمل ولا تحرك. بدليل قوله:{وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}[النازعات: ٣٢] ، قال مالك: يريد أثبتها. وسئل مالك: عن تفسير {كَالْجَوَابِ}[سبأ: ١٣] ، قال: كالجوبة من الأرض فيما أرى.
قال محمد بن رشد: تفسير مالك للقدورِ الَرّاسِيَاتِ التي لا تحمل ولا تحرك بدليل قوله: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}[النازعات: ٣٢] أثبتها تفسير صحيح نحو تفسير السدي؛ لأنه قال فيِ {رَاسِيَاتٍ}[سبأ: ١٣] : معناه ثابتات في الأرض، عظام تنقر من الجبال بأثافيها، فلا تحول عن أماكنها. وقال مجاهد في تفسير قوله:{وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ}[سبأ: ١٣] معناه: وصحاف كالحياض، وهو نحو تفسير مالك في هذه الرواية، وقوله عز وجل في أول الآية:{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ}[سبأ: ١٣] ، يعملون له ما يشاء من مساجد. وقيل: من مساجد وقصور.
وقوله:{وَتَمَاثِيلَ}[سبأ: ١٣] يُرِيدُ تصاوير من نحاس ولم تكن الصور يومئذ. وروي: أن سليمان أمر الشيطان ببناء بيت المقدس، فقالوا له: زوبعة الشيطان وله عين في جزيرة في البحر يردها كل سبعة أيام، فأتوها فنزحوها، ثم صبوا فيها خمراً فجاء لورده، فلما أبصر الخمر قال في كلام له: ما عليك، إنك إذا شربك صاحبك تظهرين عليه عذره في أساجيع له لا أذوقك اليوم، فذهب ثم رجع لظمأٍ آخر، فلما رآها قال كما قال أول مرة ثم ذهب ولم يشرب حتى جاء لظمأٍ لإِحدى وعشرين ليلة، فقال: ما علمت أنك لتذهبن الهم في سجع له، فشرب منها فسكر، فجاءوا إليه فأروهُ خاتم