ينتهون عنها انتهاء لأمر الله عز وجل، ففي الإمام صلاح الدين والدنيا. ولا اختلاف بين أحد من العلماء في وجوب الإمامة ولزوم طاعة الإمام. وقد مضى هذا في رسم نذر سنة من سماع ابن القاسم، وبالله التوفيق.
[حكاية عن سليمان بن داود عليهما السلام]
ُ - قال وقال مالك: مر سليمان بن داود - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بقصر بأرض مصر فوجد فيه مكتوبا:
غدونا من فتى الصحر ... إلى القصر فنلناه
فمن سال عن القصر ... فمبنيا وجدناه
يقاس المرء بالمرء ... إذا مالمرء ما شاه
فلا تصحب صديق السو ... ء إياك وإياه
فكم من جاهل أردى ... حليما حين واخاه
قال ووجد عليه نسرا واقفا فدعاه فقال: من بنى هذا القصر؟
فقال: لا أدري، قال: فكم لك قد وقفت عليه؟ قال لي تسعمائة سنة وخمسون سنة.
قال محمد بن رشد: في هذه الحكاية عبرة لمن اعتبر، وعظة [وتذكرة] لمن تذكر وازدجر، وبالله التوفيق.