للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما كان يوم أحد أسر أيضا، فسأل من النبي أن يمن عليه أيضا فقال النبي «لا أدعك تمسح عارضيك وتقول خدعت محمد مرتين» ثم أمر به فضربت عنقه كما سيأتي في غزوة أحد.

ويقال إن فيه

قال رسول الله «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين» وهذا من الأمثال التي لم تسمع إلا منه .

قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال: جلس عمير بن وهب الجمحيّ مع صفوان بن أمية في الحجر بعد مصاب أهل بدر بيسير، وكان عمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش وممن كان يؤذى رسول الله وأصحابه ويلقون منه عناء وهو بمكة، وكان ابنه وهب بن عمير في أسارى بدر. قال ابن هشام: والّذي أسره رفاعة بن رافع أحد بنى زريق.

قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر عن عروة فذكر أصحاب القليب ومصابهم فقال صفوان:

والله ما أن في العيش [بعدهم] خير، قال له عمير صدقت، أما والله لولا دين على ليس عندي قضاؤه وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله فان لي فيهم علة ابني أسير في أيديهم. قال فاغتنمها صفوان بن أمية فقال: على دينك أنا أقضيه عنك وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا لا يسعني شيء ويعجز عنهم. فقال له عمير: فأكتم على شأنى وشأنك، قال سأفعل. قال ثم أمر عمير بسيفه فشحذ له وسم ثم انطلق حتى قدم المدينة، فبينما عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر ويذكرون ما أكرمهم الله به وما أراهم في عدوهم، إذ نظر عمر إلى عمير بن وهب وقد أناخ على باب المسجد متوشحا السيف. فقال: هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر وهو الّذي حرش بيننا وخزرنا للقوم يوم بدر، ثم دخل على رسول الله فقال يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوحشا سيفه. قال فادخله على، قال فاقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها وقال لمن كان معه من الأنصار: أدخلوا على رسول الله فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث فإنه غير مأمون، ثم دخل به على رسول الله فلما رآه رسول الله وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه قال «أرسله يا عمر، أدن يا عمير» فدنا ثم قال أنعم صباحا - وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم - فقال رسول الله «قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير بالسلام تحية أهل الجنة» قال أما والله يا محمد إن كنت بها لحديث عهد، قال «فما جاء بك يا عمير؟» قال جئت لهذا الأسير الّذي في أيديكم فأحسنوا فيه، قال «فما بال السيف في عنقك» قال قبحها الله من سيوف وهل أغنت شيئا؟ قال «أصدقني ما الّذي جئت له؟» قال ما جئت إلا لذلك، قال «بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش ثم قلت لولا دين على وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا فتحمل لك صفوان بن أمية بدينك وعيالك على أن

<<  <  ج: ص:  >  >>