قال ابن هشام: تركنا منها بيتين نال فيهما من أصحاب رسول الله ﷺ(١) قلت: هذا شعر المخذول المعكوس المنكوس الّذي حمله كثرة جهله وقلة عقله على أن مدح المشركين وذم المؤمنين واستوحش بمكة من أبى جهل بن هشام وأضرابه من الكفرة اللئام والجهلة الطغام ولم يستوحش بها من عبد الله ورسوله وحبيبه وخليله فخر البشر ومن وجهه أنور من القمر ذي العلم الا كمل والعقل الاشمل ومن صاحبه الصديق المبادر إلى التصديق والسابق إلى الخيرات وفعل المكرمات وبذل الألوف والمئات في طاعة رب الأرض والسموات، وكذلك بقية أصحابه الغر الكرام الذين هاجروا من دار الكفر والجهل إلى دار العلم والإسلام رضى الله عن جميعهم ما اختلط الضياء والظلام، وما تعاقبت الليالي والأيام. وقد تركنا أشعارا كثيرة أوردها ابن إسحاق ﵀ خوف الاطالة وخشية الملالة وفيما أوردنا كفاية والله الحمد والمنة. وقد قال الأموي في مغازية سمعت أبى حدثنا سليمان بن أرقم عن ابن سيرين عن أبى هريرة أن رسول الله ﷺ عفا عن شعر الجاهلية. قال سليمان فذكر ذلك الزهري فقال: عفا عنه إلا قصيدتين، كلمة أمية التي ذكر فيها أهل بدر، وكلمة الأعشى التي يذكر فيها الاخوص. وهذا حديث غريب وسليمان بن أرقم هذا متروك والله أعلم.
(١) يوجد في بعض هذه القصائد اختلاف وتحريف اعتمدنا في تصحيحه على ابن هشام والخشنيّ.