للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احتمل ناس من المسلمين قتلاهم الى المدينة فدفنوهم بها ثم نهى رسول الله عن ذلك وقال:

ادفنوهم حيث صرعوا. وقد قال الامام احمد حدثنا على بن إسحاق حدثنا عبد الله وعتاب حدثنا عبد الله حدثنا عمر بن سلمة بن أبى يزيد المديني حدثني أبى سمعت جابر بن عبد الله يقول: استشهد أبى بأحد فأرسلني أخواتي اليه بناضح لهن فقلن: اذهب فاحتمل أباك على هذا الجمل فادفنه في مقبرة بنى سلمة. فقال فجئته وأعوان لي فبلغ ذلك نبي الله وهو جالس بأحد فدعاني فقال: والّذي نفسي بيده لا يدفن إلا مع اخوته فدفن مع أصحابه بأحد. تفرد به احمد. وقال الامام احمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الأسود بن قيس عن نبيح عن جابر بن عبد الله أن قتلى أحد حملوا من مكانهم فنادى منادى النبي أن ردوا القتلى الى مضاجعهم. وقد رواه أبو داود والنسائي من حديث الثوري والترمذيّ من حديث شعبة والنسائي أيضا وابن ماجة من حديث سفيان بن عيينة كلهم عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله قال: خرج رسول الله من المدينة الى المشركين يقاتلهم وقال لي أبى عبد الله يا جابر لا عليك أن تكون في نظارى أهل المدينة حتى تعلم الى ما مصير أمرنا فانى والله لولا أنى أترك بنات لي بعدي لا حببت أن تقتل بين يدي. قال: فبينا أنا في النظارين إذ جاءت عمتي بابي وخالي عادلتهما على ناضح فدخلت بهما المدينة لتدفنهما في مقابرنا إذ لحق رجل ينادى: ألا أن النبي يأمركم أن ترجعوا بالقتلى فتدفنوها في مصارعها حيث قتلت فرجعنا بهما فدفناهما حيث قتلا فبينا أنا في خلافة معاوية بن أبى سفيان إذ جاءني رجل فقال يا جابر بن عبد الله والله لقد أثار أباك عمال معاوية فبدا فخرج طائفة منه. فأتيته فوجدته على النحو الّذي دفنته لم يتغير إلا ما لم يدع القتل أو القتيل، ثم ساق الامام قصة وفائه دين أبيه كما هو ثابت في الصحيحين. وروى البيهقي من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن أبى الزبير عن جابر بن عبد الله قال: لما أجرى معاوية العين عند قتلى أحد بعد أربعين سنة استصرخناهم اليهم فأتيناهم فأخرجناهم فأصابت المسحاة قدم حمزة فانبعث دما. وفي رواية ابن إسحاق عن جابر قال: فأخرجناهم كأنما دفنوا بالأمس. وذكر الواقدي أن معاوية لما أراد أن يجرى العين نادى مناديه من كان له قتيل بأحد فليشهد، قال جابر فحفرنا عنهم فوجدت أبى في قبره كأنما هو نائم على هيئته ووجدنا جاره في قبره عمرو بن الجموح ويده على جرحه فازيلت عنه فانبعث جرحه دما، ويقال انه فاح من قبورهم مثل ريح المسك أجمعين وذلك بعد ست وأربعين سنة من يوم دفنوا.

وقد قال البخاري حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا حسين المعلم عن عطاء عن جابر قال: لما حضر أحد دعاني أبى من الليل فقال لي ما أرانى إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي وانى لا أترك بعدي أعز عليّ منك غير نفس رسول الله وأن عليّ دينا فاقض

<<  <  ج: ص:  >  >>