للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنلنا ونال القوم منّا وربما … فعلنا ولكن ما لدى الله أوسع

ودارت رحانا واستدارت رحاهم … وقد جعلوا كل من الشرّ يشبع

ونحن أناس لا نرى القتل سبّة … على كل من يحمى الذمار ويمنع

جلاد على ريب الحوادث لا نرى … على هالك عينا لنا الدهر تدمع

بنو الحرب لا نعيا بشيء نقوله … ولا نحن ما جرّت الحرب نجزع

بنو الحرب إن نظفر فلسنا بفحش … ولا نحن من أظفارنا نتوجع

وكنا شهابا يتقى الناس حرّه … ويفرج عنه من يليه ويسفع

فخرت عليّ ابن الزبعري وقد سرى … لكم طلب من آخر الليل متبع

فسل عنك في عليا معد وغيرها … من الناس من أخزى مقاما وأشنع

ومن هو لم يترك له الحرب مفخرا … ومن خده يوم الكريهة أضرع

شددنا بحول الله والنصر شدة … عليكم وأطراف الأسنّة شرّع

تكرّ القنا فيكم كأنّ فروعها … عزالي مزاد ماؤها يتهزّع

عمدنا الى أهل اللواء ومن يطر … بذكر اللواء فهو في الحمد أسرع

فحانوا وقد أعطوا يدا وتخاذلوا … أبى الله إلا أمره وهو أصنع

قال ابن إسحاق: وقال عبد الله بن الزبعري في يوم أحد وهو يومئذ مشرك بعد:

يا غراب البين أسمعت فقل … إنما تنطق شيئا قد فعل

إن للخير وللشرّ مدى … وكلا ذلك وجه وقبل

والعطيّات خساس بينهم … وسواء قبر مثر ومقلّ

كلّ عيش ونعيم زائل … وبنات الدهر يلعبن بكل

أبلغا حسّان عنى آية … فقريض الشعر يشفى ذا الغلل

كم ترى بالجر من جمجمة … وأكفّ قد أترّت ورجل

وسرابيل حسان سرّيت … عن كماة أهلكوا في المنتزل

كم قتلنا من كريم سيّد … ماجد الجدّين مقدام بطل

صادق النجدة قرم بارع … غير ملتاث لدى وقع الأسل

فسل المهراس ما ساكنه … بين أقحاف وهام كالحجل

ليت أشياخى ببدر شهدوا … جزع الخزرج من وقع الأسل

حين حكت بقباء بركها … واستحرّ القتل في عبد الأشل

<<  <  ج: ص:  >  >>