وابن المغيرة قد ضربنا ضربة … فوق الوريد لها رشاش مزبد
وأمية الجمحيّ قوّم ميله … عضب بأيدي المؤمنين مهند
فأتاك فل المشركين كأنهم … والخيل تثفنهم نعام شرّد
شتان من هو في جهنم ثاويا … أبدا ومن هو في الجنان مخلد
قال ابن إسحاق: وقال عبد الله بن رواحة يبكى حمزة وأصحابه يوم أحد. قال ابن هشام:
وأنشدنيها أبو زيد لكعب بن مالك فالله أعلم:
بكت عيني وحقّ لها بكاها … وما يغنى البكاء ولا العويل
على أسد الإله غداة قالوا … أحمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعا … هناك وقد أصيب به الرسول
أبا يعلى لك الأركان هدّت … وأنت الماجد البرّ الوصول
عليك سلام ربك في جنان … مخالطها نعيم لا يزول
ألا يا هاشم الأخيار صبرا … فكلّ فعالكم حسن جميل
رسول الله مصطبر كريم … بأمر الله ينطق إذ يقول
ألا من مبلغ عنى لؤيا … فبعد اليوم دائلة تدول
وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا … وقائعنا بها يشفى الغليل
نسيتم ضربنا بقليب بدر … غداة أتاكم الموت العجيل
غداة ثوى أبو جهل صريعا … عليه الطير حائمة تجول
وعتبة وابنه خرّا جميعا … وشيبة عضه السيف الصقيل
ومتركنا أمية مجلعبّا … وفي حيزومه لدن نبيل
وهام بنى ربيعة سائلوها … ففي أسيافنا منها فلول
ألا يا هند فابكى لا تملّى … فأنت الواله العبري الهبول
ألا يا هند لا تبدي شماتا … بحمزة إنّ عزّكم ذليل
قال ابن إسحاق: وقالت صفية بنت عبد المطلب تبكى أخاها حمزة بن عبد المطلب وهي أم الزبير عمّة النبي ﷺ ورضى الله عنهم أجمعين:
أسائلة أصحاب أحد مخافة … بنات أبى من أعجم وخبير
فقال الخبير إن حمزة قد ثوى … وزير رسول الله خير وزير
دعاه إله الحق ذو العرش دعوة … الى جنة يحيا بها وسرور