للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن المغيرة قد ضربنا ضربة … فوق الوريد لها رشاش مزبد

وأمية الجمحيّ قوّم ميله … عضب بأيدي المؤمنين مهند

فأتاك فل المشركين كأنهم … والخيل تثفنهم نعام شرّد

شتان من هو في جهنم ثاويا … أبدا ومن هو في الجنان مخلد

قال ابن إسحاق: وقال عبد الله بن رواحة يبكى حمزة وأصحابه يوم أحد. قال ابن هشام:

وأنشدنيها أبو زيد لكعب بن مالك فالله أعلم:

بكت عيني وحقّ لها بكاها … وما يغنى البكاء ولا العويل

على أسد الإله غداة قالوا … أحمزة ذاكم الرجل القتيل

أصيب المسلمون به جميعا … هناك وقد أصيب به الرسول

أبا يعلى لك الأركان هدّت … وأنت الماجد البرّ الوصول

عليك سلام ربك في جنان … مخالطها نعيم لا يزول

ألا يا هاشم الأخيار صبرا … فكلّ فعالكم حسن جميل

رسول الله مصطبر كريم … بأمر الله ينطق إذ يقول

ألا من مبلغ عنى لؤيا … فبعد اليوم دائلة تدول

وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا … وقائعنا بها يشفى الغليل

نسيتم ضربنا بقليب بدر … غداة أتاكم الموت العجيل

غداة ثوى أبو جهل صريعا … عليه الطير حائمة تجول

وعتبة وابنه خرّا جميعا … وشيبة عضه السيف الصقيل

ومتركنا أمية مجلعبّا … وفي حيزومه لدن نبيل

وهام بنى ربيعة سائلوها … ففي أسيافنا منها فلول

ألا يا هند فابكى لا تملّى … فأنت الواله العبري الهبول

ألا يا هند لا تبدي شماتا … بحمزة إنّ عزّكم ذليل

قال ابن إسحاق: وقالت صفية بنت عبد المطلب تبكى أخاها حمزة بن عبد المطلب وهي أم الزبير عمّة النبي ورضى الله عنهم أجمعين:

أسائلة أصحاب أحد مخافة … بنات أبى من أعجم وخبير

فقال الخبير إن حمزة قد ثوى … وزير رسول الله خير وزير

دعاه إله الحق ذو العرش دعوة … الى جنة يحيا بها وسرور

<<  <  ج: ص:  >  >>