للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما بال عينك لا ترقا مدامعها … سحا على الصدر مثل اللؤلؤ الفلق

على خبيب فتى الفتيان قد علموا … لافشل حين تلقاه ولا نزق

فاذهب خبيب جزاك الله طيبة … وجنة الخلد عند الحور في الرّفق

ماذا تقولون ان قال النبي لكم … حين الملائكة الأبرار في الأفق

فيم قتلتم شهيد الله في رجل … طاغ قد أوعث في البلدان والرّفق

قال ابن هشام: تركنا بعضها لانه أقذع فيها، وقال حسان يهجو الذين غدروا بأصحاب الرجيع من بنى لحيان فيما ذكره ابن إسحاق، والله أعلم ولله الحمد والمنة والتوفيق والعصمة

ان سرك الغدر صرفا لا مزاج له … فأت الرجيع فسل عن دار لحيان

قوم تواصوا بأكل الجار بينهم … فالكلب والقرد والإنسان مثلان

لو ينطق التيس يوما قام يخطبهم … وكان ذا شرف فيهم وذا شان

وقال حسان بن ثابت أيضا يهجو هذيلا وبنى لحيان على غدرهم بأصحاب الرجيع رضى الله تعالى عنهم أجمعين:

لعمري لقد شانت هذيل بن مدرك … أحاديث كانت في خبيب وعاصم

أحاديث لحيان صلوا بقبيحها … ولحيان جرّامون شرّ الجرائم

أناس هم من قومهم في صميمهم … بمنزلة الزمعان دبر القوادم

هم غدروا يوم الرجيع وأسلمت … أمانتهم ذا عفة ومكارم

رسول رسول الله غدرا ولم تكن … هذيل توقّى منكرات المحارم

فسوف يرون النصر يوما عليهم … بقتل الّذي تحميه دون الحرائم

أبابيل دبر شمس دون لحمه … حمت لحم شهاد عظيم الملاحم

لعل هذيلا أن يروا بمصابه … مصارع قتلى أو مقاما لماتم

ونوقع فيها وقعة ذات صولة … يوافي بها الركبان أهل المواسم

بأمر رسول الله ان رسوله … رأى رأى ذي حزم بلحيان عالم

قبيلة ليس الوفاء يهمهم … وان ظلموا لم يدفعوا كفّ ظالم

إذا الناس حلوا بالفضاء رأيتهم … بمجرى مسيل الماء بين المخارم

محلهم دار البوار ورأيهم … إذا نابهم أمر كرأى البهائم

وقال حسان أيضا يمدح أصحاب الرجيع ويسميهم بشعره كما ذكره ابن إسحاق رحمه الله تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>