للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجاء أولئك العشرة فأكلوا منها حتى شبعوا ثم قام ودعا لربة البيت وسمت عليها وعلى أهل بيتها، ثم مشوا الى الخندق فقال: اذهبوا بنا الى سلمان، وإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها، فقال رسول الله : دعوني فأكون أول من ضربها. فقال: بسم الله. فضربها فوقعت فلقة ثلثها فقال الله أكبر قصور الشام ورب الكعبة، ثم ضرب أخرى فوقعت فلقة فقال الله أكبر قصور فارس ورب الكعبة. فقال عندها المنافقون: نحن نخندق على أنفسنا وهو يعدنا قصور فارس والروم، ثم

قال الحافظ البيهقي: أخبرنا على بن احمد بن عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار حدثنا محمد بن غالب بن حرب حدثنا هوذة حدثنا عوف عن ميمون بن استاذ الزهري حدثني البراء بن عازب الأنصاري قال لما كان حين أمرنا رسول الله بحفر الخندق عرض لنا في بعض الخندق صخرة عظيمة شديدة لا تأخذ فيها المعاول فشكوا ذلك الى رسول الله فلما رآها أخذ المعول وقال بسم الله وضرب ضربة فكسر ثلثها وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله انى لأبصر قصورها الحمران شاء الله، ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله انى لا بصر قصر المدائن الأبيض، ثم ضرب الثالثة فقال بسم الله فقطع بقية الحجر فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله انى لا بصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة.

وهذا حديث غريب أيضا تفرد به ميمون بن استاذ هذا وهو بصرى روى عن البراء وعبد الله بن عمرو وعنه حميد الطويل والجريريّ وعوف الأعرابي قال أبو حاتم عن إسحاق بن منصور عن ابن معين كان ثقة وقال على بن المديني كان يحيى بن سعيد القطان لا يحدث عنه.

وقال النسائي حدثنا عيسى بن يونس حدثنا ضمرة عن أبى زرعة السيبانى عن أبى سكينة رجل من البحرين عن رجل من أصحاب النبي قال لما أمر رسول الله بحفر الخندق عرضت لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر فقام النبي وأخذ المعول ووضع رداءه ناحية الخندق وقال ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فندر ثلث الحجر وسلمان الفارسي قائم ينظر فبرق مع ضربة رسول الله برقة ثم ضرب الثانية وقال ﴿وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فندر الثلث الآخر وبرقت برقة فرآها سلمان ثم ضرب الثالثة وقال ﴿وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فندر الثلث الباقي وخرج رسول الله فأخذ رداءه وجلس فقال سلمان يا رسول الله رأيتك حين ضربت لا تضرب ضربة الا كانت معها برقة قال رسول الله يا سلمان رأيت ذلك؟ قال أي والّذي بعثك بالحق يا رسول الله قال فانى حين ضربت الضربة الاولى رفعت لي مدائن كسرى وما حولها ومدائن كثيرة حتى رأيتها بعيني فقال له من حضره من أصحابه يا رسول الله ادع أن يفتحها علينا ويغنمنا ذراريهم

<<  <  ج: ص:  >  >>