للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ - حتى بلغ - الحمية حمية الجاهلية وكانت حميتهم انهم لم يقرّوا أنه نبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينهم وبين البيت. فهذا سياق فيه زيادات وفوائد حسنة ليست في رواية ابن إسحاق عن الزهري، فقد رواه عن الزهري عن جماعة منهم سفيان بن عيينة ومعمر ومحمد بن إسحاق كلهم عن الزهري عن عروة عن مروان ومسور، فذكر القصة وقد رواه البخاري في أول كتاب الشروط عن يحيى بن بكير عن الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري عن عروة (١) عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة عن أصحاب رسول الله فذكر القصة. وهذا هو الأشبه فان مروان ومسورا كانا صغيرين يوم الحديبيّة، والظاهر أنهما أخذاه عن الصحابة أجمعين وقال البخاري: حدّثنا الحسن بن إسحاق حدثنا محمد بن سابق حدثنا مالك بن مغول سمعت أبا حصين قال قال أبو وائل: لما قدم سهيل بن حنيف من صفّين أتيناه نستخبره فقال: اتهموا الرأى، فلقد رأيتني يوم أبى جندل ولو أستطيع أن أردّ على رسول الله أمره لرددت، والله ورسوله أعلم، وما وضعنا أسيافنا عن عواتقنا لأمر يقطعنا الا أسهلن بنا الى أمر نعرفه، قبل هذا الأمر ما نسدّ منها خصما الا انفجر علينا خصم ما ندري كيف نأتي له (٢)

وقال البخاري: حدّثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله كان يسير في بعض أسفاره وكان عمر بن الخطاب يسير معه ليلا فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجبه رسول الله ثم سأله فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه فقال عمر بن الخطاب ثكلتك أمك يا عمر نزرت رسول الله ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك. قال عمر: فحركت بعيري ثم تقدمت أمام المسلمين وخشيت أن ينزل فىّ قرآن، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بى، قال فقلت لقد خشيت أن يكون نزل فىّ قرآن، فجئت رسول الله فسلمت عليه فقال «لقد أنزلت عليّ الليلة سورة لهى أحبّ الىّ مما طلعت عليه الشمس» ثم قرأ ﴿إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً﴾. قلت: وقد تكلمنا على سورة الفتح بكمالها في كتابنا التفسير بما فيه كفاية ولله الحمد والمنة، ومن أحب أن يكتب ذلك هنا فليفعل


(١) في صحيح البخاري (دار الطباعة العامرة ١٣١٥ ج ٣ ص ١٧٢): عقيل عن ابن شهاب عن عروة
(٢) كان جماعة اتهموا سهل بن حنيف بأنه قصر في القتال يوم صفين فقال لهم اتهموا رأيكم ولا تتهموني، فانى لا اقصر وقت الحاجة، كناز من النبي لا نلبس السلاح لأمر يشتد علينا الا افصى بنا سلاحنا الى سهولة، وأما أمر صفين فنحن لا نسد منه جانبا حتى ينفجر علينا منه جانب آخر فلا يمكننا إصلاحه وتلافيه

<<  <  ج: ص:  >  >>