للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحن صبحنا بالتلاعة (١) داركم … بأسيافنا يسبقن لوم العواذل

ونحن منعنا بين بيض وعتود … الى خيف رضوى من مجر القبائل

ويوم الغميم قد تكفت ساعيا … عبيس فجعناه بجلد حلاحل

أإن أجمرت في بيتها أم بعضكم … بجعموسها تنزون إن لم نقاتل

كذبتم وبيت الله ما إن قتلتموا … ولكن تركنا أمركم في بلابل

قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبى سلمة أن رسول الله قال «كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم يشد في العقد ويزيد في المدة»

قال ابن إسحاق: ثم خرج بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول الله فأخبروه بما أصيب منهم ومظاهرة قريش بنى بكر عليهم، ثم انصرفوا راجعين حتى لقوا أبا سفيان بعسفان قد بعثته قريش الى رسول الله يشد العقد ويزيد في المدة وقد رهبوا للذي صنعوا، فلما لقي أبو سفيان بديلا قال من أين أقبلت يا بديل؟ وظن أنه قد أتى رسول الله فقال: سرت في خزاعة في هذا الساحل في بطن هذا الوادي. قال فعمد أبو سفيان الى مبرك ناقته فأخذ من بعرها ففته فرأى فيه النوى فقال: أحلف بالله لقد جاء بديل محمدا، ثم خرج أبو سفيان حتى قدم على رسول الله المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله طوته، فقال يا بنية ما أدرى أرغبت بى عن هذا الفراش أو رغبت به عنى؟ فقالت هو فراش رسول الله وأنت مشرك نجس فلم أحب أن تجلس على فراشه، فقال يا بنية والله لقد أصابك بعدي شر، ثم ذهب إلى أبى بكر فكلمه أن يكلم له رسول الله فقال ما أنا بفاعل، ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه فقال عمر أنا أشفع لكم إلى رسول الله ؟ فو الله لو لم أجد لكم الا الذر لجاهدتكم به، ثم خرج فدخل على عليّ بن أبى طالب وعنده فاطمة بنت رسول الله وعندها حسن غلام يدب بين يديهما، فقال يا على إنك أمس القوم بى رحما وأقربهم منى قرابة، وقد جئت في حاجة فلا أرجعن كما جئت خائبا فاشفع لي الى رسول الله ؟ فقال ويحك أبا سفيان والله لقد عزم رسول الله على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه، فالتفت إلى فاطمة فقال يا بنت محمد هل لك أن تأمرى بنيك هذا فيجير بين الناس فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر؟ فقالت: والله ما بلغ بنبيّ ذلك أن يجير بين الناس وما يجير أحد على النبي ، فقال يا أبا الحسن إني أرى الأمور قد اشتدت على فانصحني؟ قال والله ما أعلم شيئا يغنى عنك، ولكنك سيد بنى كنانة فقم فأجر بين الناس ثم الحق بأرضك، فقال أو ترى ذلك مغنيا عنى شيئا؟ قال لا والله ما أظن ولكن لا أجد لك غير ذلك. فقام أبو سفيان في المسجد فقال: أيها الناس إني قد أجرت بين الناس، ثم ركب


(١) في الأصول: بالبلاغة دارهم. والتصحيح عن ابن هشام ومعجم ياقوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>