تكون له خائنة الأعين». ورواه أبو داود والنسائي من حديث أحمد بن المفضل به نحوه.
وقال البيهقي أنبأ أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس الأصم أنبأ أبو زرعة الدمشقيّ ثنا الحسن بن بشر الكوفي ثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن أنس بن مالك قال: أمن رسول الله ﷺ الناس يوم فتح مكة الا أربعة، عبد العزى بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبى سرح، وأم سارة، فاما عبد العزى بن خطل فإنه قتل وهو متعلق بأستار الكعبة، قال ونذر رجل أن يقتل عبد الله بن سعد بن أبى سرح إذا رآه وكان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة فأتى به رسول الله ﷺ ليشفع له، فلما أبصر به الأنصاري اشتمل على السيف ثم أتاه فوجده في حلقة رسول الله ﷺ فجعل يتردد ويكره أن يقدم عليه، فبسط النبي ﷺ فبايعه، ثم قال للأنصاري «قد انتظرتك أن توفى بنذرك؟» قال يا رسول الله هبتك أفلا أو مضت الىّ؟ قال «إنه ليس للنّبيّ أن يومض».
وأما مقيس بن صبابه فذكر قصته في قتله رجلا مسلما بعد إسلامه ثم ارتداده بعد ذلك، قال وأما أم سارة فكانت مولاة لقريش فأتت النبي ﷺ فشكت إليه الحاجة فأعطاها شيئا، ثم بعث معها رجل بكتاب الى أهل مكة فذكر قصة حاطب بن أبى بلتعة. وروى محمد بن إسحاق عن عبد الله ابن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن مقيس بن صبابه قتل أخوه هشام يوم بنى المصطلق قتله رجل من المسلمين وهو يظنه مشركا فقدم مقيس مظهرا للإسلام ليطلب دية أخيه، فلما أخذها عدا على قاتل أخيه فقتله ورجع الى مكة مشركا، فلما أهدر رسول الله ﷺ دمه قتل وهو بين الصفا والمروة وقد ذكر ابن إسحاق والبيهقي شعره حين قتل قاتل أخيه وهو قوله:
شفى النفس من قد بات بالقاع مسندا … يضرج ثوبيه دماء الاخادع
وكانت هموم النفس من قبل قتله … تلم وتنسيني وطاء المضاجع
قتلت به فهرا وغرمت عقله … سراة بنى النجار أرباب فارع
حللت به نذرى وأدركت ثورتى … وكنت الى الأوثان أول راجع
قلت: وقيل إن القينتين اللتين أهدر دمهما كانتا لمقيس بن صبابة هذا وأن ابن عمه قتله بين الصفا والمروة. وقال بعضهم: قتل ابن خطل الزبير بن العوام ﵁.
قال ابن إسحاق:
حدثني سعيد بن أبى هند عن أبى مرة مولى عقيل بن أبى طالب أن أم هانئ ابنة أبى طالب قالت:
لما نزل رسول الله ﷺ بأعلى مكة فر إليّ رجلان من أحمائى من بنى مخزوم - قال ابن هشام: هما الحارث بن هشام وزهير بن أبى أمية بن المغيرة - قال ابن إسحاق: وكانت عند هبيرة بن أبى وهب المخزومي، قالت فدخل على أخى على بن أبى طالب فقال والله لأقتلهما فأغلقت عليهما باب بيتي ثم جئت رسول الله ﷺ وهو بأعلى مكة فوجدته يغتسل من جفنة إن فيها لأثر العجين، وفاطمة