للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حين دخل البيت وجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم فقال «أما هم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة هذا إبراهيم مصورا فما باله يستقسم؟». وقد رواه البخاري والنسائي من حديث ابن وهب به. وقال الامام احمد ثنا عبد الرزاق أنبا معمر أخبرنى عثمان الخزرجي أنه سمع مقسما يحدث عن ابن عباس قال: دخل رسول الله البيت فدعا في نواحيه ثم خرج فصلّى ركعتين. تفرد به احمد. وقال الامام احمد: ثنا إسماعيل أنبأ ليث عن مجاهد عن ابن عمر أن رسول الله صلّى في البيت ركعتين. قال البخاري وقال الليث ثنا يونس أخبرنى نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله أقبل يوم الفتح من أعلا مكة على راحلته مردفا أسامة بن زيد، ومعه عثمان بن طلحة من الحجبة حتى أناخ في المسجد فأمر أن يؤتى بمفتاح الكعبة، فدخل ومعه أسامة بن زيد وبلال وعثمان ابن طلحة فمكث فيه نهارا طويلا ثم خرج فاستبق الناس، فكان عبد الله بن عمر أول من دخل فوجد بلالا وراء الباب قائما، فسأله أين صلّى رسول الله ؟ فأشار له الى المكان الّذي صلّى فيه قال عبد الله: ونسيت أن أسأله كم صلى من سجدة، ورواه الامام احمد عن هشيم ثنا غير واحد وابن عون عن نافع عن ابن عمر قال: دخل رسول الله ومعه الفضل بن عباس وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة وبلال فأمر بلالا فأجاف عليهم الباب فمكث فيه ما شاء الله ثم خرج. قال ابن عمر فكان أول من لقيت منهم بلالا فقلت أين صلّى رسول الله ؟ قال هاهنا بين الأسطوانتين.

قلت: وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره أنه صلّى في الكعبة تلقاء وجهة بابها من وراء ظهره فجعل عمودين عن يمينه وعمودا عن يساره وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة، وكان بينه وبين الحائط الغربي مقدار ثلاثة أذرع [وقال الامام أحمد حدثنا إسماعيل أنبأ ليث عن مجاهد عن ابن عمر أن رسول الله صلّى في البيت ركعتين (١)]

قال ابن هشام وحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله دخل الكعبة عام الفتح ومعه بلال فأمره أن يؤذن وأبو سفيان بن حرب وعتاب بن أسيد والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة، فقال عتاب لقد أكرم الله أسيدا أن لا يكون سمع هذا، فسمع منه ما يغيظه، فقال الحارث بن هشام: أما والله لو أعلم أنه محق لا تبعته، فقال أبو سفيان: لا أقول شيئا لو تكلمت لأخبرت عنى هذه الحصا، فخرج عليهم رسول الله فقال: «قد علمت الّذي قلتم» ثم ذكر ذلك لهم فقال الحارث وعتاب نشهد أنك رسول الله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك. وقال يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني والدي حدثني بعض آل جبير بن مطعم أن رسول الله لما دخل مكة أمر بلالا فعلا على الكعبة على ظهرها فأذن عليها بالصلاة، فقال بعض بنى سعيد بن العاص: لقد أكرم الله سعيدا إذ قبضه


(١) ما بين المربعين لم يرد في نسخة دار الكتب المصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>