قال الامام أحمد: ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبى البختري الطائي عن أبى سعيد الخدريّ عن رسول الله ﷺ أنه قال لما نزلت هذه السورة ﴿إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ قرأها رسول الله حتى ختمها وقال: «الناس خير وأنا وأصحابى خير» وقال «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية» فقال له مروان كذبت، وعنده] (١). رافع بن خديج وزيد بن ثابت قاعدان معه على السرير، فقال أبو سعيد: لو شاء هذان لحدثاك ولكن هذا يخاف أن تنزعه عن عرافة قومه، وهذا يخشى أن تنزعه عن الصدقة، فرفع مروان عليه الدرة ليضربه فلما رأيا ذلك. قالا: صدق.
تفرد به احمد. وقال البخاري ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبو عوانة عن أبى بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأنّ بعضهم وجد في نفسه فقال لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه ممن قد علمتم فدعاهم ذات يوم فأدخله معهم فما رأيت أنه أدخلنى فيهم يومئذ إلا ليريهم، فقال ما تقولون في قول الله ﷿ ﴿إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت لا، فقال ما تقول؟ فقلت هو أجل رسول الله ﷺ أعلمه له قال ﴿إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ فذلك علامة أجلك ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاِسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوّاباً﴾ قال عمر بن الخطاب: لا أعلم منها الا ما يقول. تفرد به البخاري وهكذا روى من غير وجه عن ابن عباس أنه فسر ذلك بنعي رسول الله ﷺ في أجله، وبه قال مجاهد وأبو العالية والضحاك وغير واحد كما قال ابن عباس وعمر بن الخطاب ﵄. فأما الحديث الّذي
قال الامام أحمد ثنا محمد بن فضيل ثنا عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما: نزلت ﴿إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ قال رسول الله ﷺ«نعيت الى نفسي» بانه مقبوض في تلك السنة تفرد به الامام أحمد وفي إسناده عطاء بن أبى مسلم الخراساني وفيه ضعف تكلم فيه غير واحد من الأئمة وفي لفظه نكارة شديدة وهو قوله بأنه مقبوض في تلك السنة، وهذا باطل فان الفتح كان في سنة ثمان في رمضان منها كما تقدم بيانه وهذا مالا خلاف فيه. وقد توفى رسول الله ﷺ في ربيع الأول من سنة إحدى عشرة بلا خلاف أيضا، وهكذا الحديث الّذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني ﵀ ثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعى ثنا أبى ثنا جعفر بن عون عن أبى العميس عن أبى بكر بن أبى الجهم عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: آخر سورة نزلت من القرآن جميعا إذا جاء نصر الله والفتح. فيه نكارة أيضا وفي إسناده نظر أيضا ويحتمل أن يكون أنها آخر
(١) ما بين المربعين لم يرد في الحلبية. وفي نسخة دار الكتب والتيمورية بهذا السياق.