عشية ضحاك بن سفيان معتص … بسيف رسول الله والموت كانع
نذود أخانا عن أخينا ولو نرى … مصالا لكنا الأقربين نتابع
ولكنّ دين الله دين محمد … رضينا به فيه الهدى والشرائع
أقام به بعد الضلالة أمرنا … وليس لأمر حمّه الله دافع
وقال عباس أيضا:
تقطّع باقي وصل أم مؤمل … بعاقبة واستبدلت نيّة خلفا
وقد حلفت بالله لا تقطع القوى … فما صدقت فيه ولا برت الحلفا
خفافية بطن العقيق مصيفها … وتحتل في البادين وجرة فالعرفا
فان تتبع الكفار أم مؤمل … فقد زودت قلبي على نأيها شغفا
وسوف ينبئها الخبير بأننا … أبينا ولم نطلب سوى ربنا حلفا
وإنا مع الهادي النبي محمد … وفينا ولم يستوفها معشر ألفا
بفتيان صدق من سليم أعزة … أطاعوا فما يعصون من أمره حرفا
خفاف وذكوان وعوف تخالهم … مصاعب زافت في طروقتها كلفا
كأن نسيج الشهب والبيض ملبس … أسودا تلاقت في مراصدها غضفا
بنا عز دين الله غير تنحل … وزدنا على الحي الّذي معه ضعفا
بمكة إذ جئنا كأنّ لواءنا … عقاب أرادت بعد تحليقها خطفا
على شخّص الأبصار تحسب بينها … إذا هي جالت في مراودها عزفا
غداة وطئنا المشركين ولم نجد … لأمر رسول الله عدلا ولا صرفا
بمعترك لا يسمع القوم وسطه … لنا زجمة الا التذامر والنقفا
ببيض تطير الهام عن مستقرها … وتقطف أعناق الكماة بها قطفا
فكائن تركنا من قتيل ملحب … وأرملة تدعو على بعلها لهفا
رضا الله ننوى لا رضا الناس نبتغى … ولله ما يبدو جميعا وما يخفى
وقال عباس أيضا ﵁:
ما بال عينك فيها عائر سهر … مثل الحماطة أغضى فوقها الشفر
عين تأويها من شجوها أرق … فالماء يغمرها طورا وينحدر
كأنه نظم در عند ناظمه … تقطع السلك منه فهو منتثر
يا بعد منزل من ترجو مودته … ومن أتى دونه الصمّان فالحفر