للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشية ضحاك بن سفيان معتص … بسيف رسول الله والموت كانع

نذود أخانا عن أخينا ولو نرى … مصالا لكنا الأقربين نتابع

ولكنّ دين الله دين محمد … رضينا به فيه الهدى والشرائع

أقام به بعد الضلالة أمرنا … وليس لأمر حمّه الله دافع

وقال عباس أيضا:

تقطّع باقي وصل أم مؤمل … بعاقبة واستبدلت نيّة خلفا

وقد حلفت بالله لا تقطع القوى … فما صدقت فيه ولا برت الحلفا

خفافية بطن العقيق مصيفها … وتحتل في البادين وجرة فالعرفا

فان تتبع الكفار أم مؤمل … فقد زودت قلبي على نأيها شغفا

وسوف ينبئها الخبير بأننا … أبينا ولم نطلب سوى ربنا حلفا

وإنا مع الهادي النبي محمد … وفينا ولم يستوفها معشر ألفا

بفتيان صدق من سليم أعزة … أطاعوا فما يعصون من أمره حرفا

خفاف وذكوان وعوف تخالهم … مصاعب زافت في طروقتها كلفا

كأن نسيج الشهب والبيض ملبس … أسودا تلاقت في مراصدها غضفا

بنا عز دين الله غير تنحل … وزدنا على الحي الّذي معه ضعفا

بمكة إذ جئنا كأنّ لواءنا … عقاب أرادت بعد تحليقها خطفا

على شخّص الأبصار تحسب بينها … إذا هي جالت في مراودها عزفا

غداة وطئنا المشركين ولم نجد … لأمر رسول الله عدلا ولا صرفا

بمعترك لا يسمع القوم وسطه … لنا زجمة الا التذامر والنقفا

ببيض تطير الهام عن مستقرها … وتقطف أعناق الكماة بها قطفا

فكائن تركنا من قتيل ملحب … وأرملة تدعو على بعلها لهفا

رضا الله ننوى لا رضا الناس نبتغى … ولله ما يبدو جميعا وما يخفى

وقال عباس أيضا :

ما بال عينك فيها عائر سهر … مثل الحماطة أغضى فوقها الشفر

عين تأويها من شجوها أرق … فالماء يغمرها طورا وينحدر

كأنه نظم در عند ناظمه … تقطع السلك منه فهو منتثر

يا بعد منزل من ترجو مودته … ومن أتى دونه الصمّان فالحفر

<<  <  ج: ص:  >  >>